الأخبار
أمال عثمان
اليونسكو بين.. المال والاستحقاق
أستكمل ما بدأته عن الحلم الذي طال انتظاره، والطموح العربي للوصول إلي مقعد رئاسة اليونسكو، وأحقية المجموعة العربية في إدارة تلك المنظمة الدولية التي تمثل الكثير لدول العالم الثالث المحرومة من الثقافة والعلم والمعرفة، ولكن السؤال الذي يطل برأسه: هل الغاية تبرر الوسيلة، مثلما يري المفكر السياسي »ميكافيللي»‬؟! أم أن الغاية مهما كانت عظيمة لا يمكن أن تبرر الوسائل والأساليب الشيطانية كما يقول الفيلسوف والمعلم »‬أرسطو»؟!
إن توظيف الخادم المطيع الذي يدعي »‬المال» للوصول إلي رئاسة منظمة دولية، أو تنظيم حدث رياضي عالمي، ما هو إلا نوع من الانتهازية التي قد تجلب العار والخزي لكل الأيادي التي سولت لها نفسها الدخول في لعبة النفعية السياسية والمصالح المادية، ولدينا في فضيحة المونديال القطري أسوة سيئة يندي لها الجبين!! تلك الفضيحة الدولية التي وصلت الرشاوي فيها إلي نحو 20 مليار جنيه إسترليني، وأطاحت بمسئولين كبار، علي رأسهم القطري »‬محمد بن همام» رئيس الاتحاد الآسيوي السابق الذي قام بوضع 6٫1 مليون دولار في البنك لحساب »‬جاك وارنر»، نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد »‬الكونكاكاف» السابق، وذلك للتصويت لصالح قطر!
كما اتهم بشراء الأصوات لصالحه في الانتخابات علي منصب »‬رئيس الفيفا»، أمام الرئيس السابق »‬جوزيف بلاتر»، لكن» همام» انسحب من المنافسة قبل أن يتم إيقافه مدي الحياة !! كذلك تسببت فضيحة المونديال في إيقاف كل من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اتحاد الكرة الأوروبي، والذي صار الرئيس التنفيذي لشركة »‬بوردا» للملابس والأدوات الرياضية، وليس مصادفة أن يكون صاحب تلك الشركة الرياضية أحد شيوخ قطر أيضاً!!
في حين كشفت الشرطة البرازيلية عن قيام شركة عقارات قطرية -ذات صلة وثيقة بأمير قطر- بإيداع 22 مليون جنيه إسترليني بأحد البنوك السرية في »‬موناكو»، لحساب البرازيلي »‬ريكاردو تكسيرا» أحد أعضاء اللجنة التنفيذية الأربعة عشر الذين صوتوا لصالح قطر!! كما امتدت خدمات السيد الفاسد الذي يدعي »‬المال» لتصل إلي البلجيكي »‬ميشيل دوج» عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة »‬الفيفا» الطبية، حيث انتقل ابنه الطبيب الجراح »‬بيتر دوج» مع أسرته إلي الدوحة بعد 3 شهور من فوز قطر بالمونديال، وبدأ العمل في مستشفي لجراحة العظام والطب الرياضي براتب ومميزات خيالية!!
ولم يتوقف السفه والفساد القطري عند حد استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وإنما وصل أيضا لشراء حق استضافة بطولة كأس العالم لألعاب القوي عام 2019، ومن أجل الفوز بهذا الشرف دفعت رشوة 3٫5 مليون دولار من الصندوق القطري السيادي للاستثمار، لشركة متخصصة في التسويق الرياضي يمتلكها نجل السنغالي »‬لامين دياك» الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوي، وقد قام والده بترتيب الأمر مع 6 أعضاء في اللجنة الأولمبية، وسداد دفعات مالية مقابل منح أصواتهم لصالح الدوحة!
الغريب أن قطر التي دفعت مليارات الدولارات في الرشاوي وشراء الأصوات، استقدمت أكثر من 1٫5 مليون عامل آسيوي لبناء الملاعب، عملوا في ظروف قاسية وغير إنسانية أقرب لنظام السخرة والعبودية، ولقي 13 عاملاً حتفهم بسبب الإهمال وعدم مراعاة معايير السلامة، وتوقعت المنظمات العمالية أن أكثر من 4 آلاف عامل سيلقون حتفهم بحلول عام 2022، مما دعاها للمطالبة بسحب المونديال من قطر!!
ورغم أن قطر تشيد خمسة ملاعب بتقنية التبريد لتخفيض درجة الحرارة، ومواجهة الطقس السيئ الذي يصل في الصيف إلي أكثر من 43 درجة مئوية، إلا أن هناك اعتراضات من المهتمين بكأس العالم، وأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا باعتبار أن المونديال لا يقتصر علي الملاعب فقط، وهو ما دفع أحد أعضاء اللجنة للقول: »‬أنا شخصياً اعتقد أن نهائيات كأس العالم 2022 لن تقام في قطر في نهاية المطاف»!!
وللحديث بقية..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف