الجمهورية
ماهر عباس
مجانية "ناصر" جعلت ابن "كنيسة الضهرية" وزيراً
ليس زلة لسان ما قاله وزير الصحة د.أحمد عماد الدين إن منظومة الصحة متهاوية بسبب القرار الذي أصدره الرئيس جمال عبدالناصر بأن التعليم كالماء والهواء والصحة مجانية لكل فرد.. فراح التعليم وراحت الصحة.. هذا الكلام الذي تفوه به ابن قرية "كنيسة الضهرية" التابعة لإيتاي البارود أمام نواب الشعب.. وكنت أتمني أن يرد عليه أحدهم الذين يعرفون الوزير ومسقط رأسه.
ولولا مجانية الزعيم الخالد عبدالناصر التي ينتقدها اليوم لما كان طبيباً ووزيراً لصحة مصر التي تشهد في عهده أسوأ ظروفها.
ولولا منظومة الصحة في عهد "ناصر" لنهشت الأمراض أجسام الغلابة الذين منهم أبناء عزبة كنيسة الضهرية الذين لم يرضوا عن كلام الوزير الذي توقف أثناء زيارته لإيتاي البارود عند مقابر القرية ليزور قبر والده.. ويتأخر ساعتين عن الأهالي الذين انتظروه في 28 مارس العام الماضي.
أعرف أنه عالم عظام لكن هذا لا يمنع أنه فشل في وضع منظومة الصحة بمصر.. في عهده رفعت لافتة المريض أمام المستشفيات "اشتكيك لمين يا عماد؟!".
ليس كل عالم ناجح أن يكون وزيراً ناجحاً وخبرته للعظام لا تعفيه من أنه سبب فشل منظومة الصحة.. ففي عصره الذهبي ارتفعت فاتورة العلاج إلي أعلي معدل في تاريخها.. ولعله يقرأ ما كتبه زميلي العزيز شيخ المحررين البرلمانيين محمود نفادي الخميس الماضي حول المستشفي الشهير بالدقي.
في عهده وجدنا الرشوة بالملايين في الوزارة من مستشاره وتخبط متحدثه الإعلامي.. نواقص الأدوية وفقاً لنشرة الأدوية في مارس الحالي بلغت 328 صنفاً منها 282 لها بدائل و42 لا بدائل لها.. والمشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم بعد تحريك أسعار 3010 أدوية يتحدث عنها الشعب المصري.
الحقيقة لم أجد للوزير نجاحاً أو تقدماً في الاستراتيجية الصحية.. فقد ساند الأباطرة الذين احتكروا الدواء أمام حاجة المرضي الغلابة.. بقائه وزيراً لا يتحمله المريض المصري بتصريحات جوفاء.. ما يجعلني أطالب بالوزير السياسي الذي نحتاجه.. ورحم الله الدكتور فؤاد محيي الدين وزير الصحة الأسبق.. وإبراهيم باشا بدران.. ومن الأحياء د.عوض تاج الدين.. ود.إسماعيل سلام وغيرهم في قائمة طويلة كان هدفهم المريض أولاً.
السؤال الذي يطرح نفسه أمام عالم العظام الوزير: هل تعني أن تطعيم أطفالنا مجاناً علي الرغم من ارتفاع أسعارها جريمة.. أليس الأمن الصحي أمناً قومياً؟!
أظن وبعض الظن ليس إثماً أن استمرار أحمد عماد وتصريحه وفشله في توفير الأدوية "الناقصة" علامة استفهام أمام طوابير الغلابة في المستشفيات بلا علاج!!
حديثي عن "ناصر" ليس حديث "عواطف" تجاه زعيم وطني.. لكن حديث ابن فلاح تربي في قرية ميت عفيف مثل قرية الوزير عماد "الضهرية" وبها مستشفي كان في عهد "ناصر" واحداً من أهم مستشفيات الباجور- منوفية.. وفي عهد الوزير الحالي أصبحت "خرابة" يترحم أهلها علي أيام عبدالناصر.
هل قرأ الوزير الدستور.. وأن التعليم والعلاج حق للمواطن الذي لم يجد وزير صحة يحنو عليه؟!
كثير من دول العالم تمتلك منظومات صحية مجانية.. وتجارب الدول في الخارج دليل يتعلم منه الذين يخططون للصحة في مصر.
حديث الوزير أمام النواب الذين صمتوا ليس لقطة صحفية.. إنما خطوة لقرار ربما يحمل المواطن أعباء أخري.. والعلاج للأغنياء فقط!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف