يحيي علي
ثقافة العطاء .. والعمل التطوعي
خير الناس.. أنفعهم للناس.. وخيركم من تعلم العلم وعلمه.. وقيمة الإنسان بما يعطي.. وبما ينفع وبما يؤثر في الآخر.. وما استحق أن يولد من عاش لنفسه.. وما استحق أن يكون عضواً في بني الإنسانية من كرس حياته للأخذ والصعود علي أكتاف الآخرين دون أن يعطي لمجتمعه شيئاً.. خاصة إذا كان المجتمع في أمس الحاجة لجهود وعطاء أبنائه.. من هذا المنطلق تأتي قيمة العمل التطوعي وقيمة ثقافة العطاء.. وقيمة الإنسان الذي لا يبخل بفكره وعلمه وعطائه علي مجتمعه.. والحقيقة هناك كثيرون يقدرون قيمة العطاء والعمل التطوعي ولديهم رغبة صادقة في نفع غيرهم ومد يد العون لمجتمعهم وأوطانهم.. في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة العربية التي يتعرض فيها الشباب العربي لعمليات غسيل مخ من خلال وسائل الإعلام المأجورة ومن خلال بعض المنظمات ذات التمويل المشبوه والتي تثير الشباب ضد أوطانهم وتزرع بذور الفتنة بين طوائف المجتمع.
***
وفي مقابل هذه الشرذمة المضللة هناك أشخاص وطنيون يقدسون قيمة الوطن ويدركون خطورة المؤامرات التي تدبر وتحاك ضد الأوطان العربية.. ويقومون بدور وطني لتوعية الشباب واستغلال طاقاتهم في العمل المفيد والعمل التطوعي البناء المثمر الذي يعود بالخير والنفع علي الشباب العربي والمجتمعات العربية.
***
خلال هذا الأسبوع تلقيت عدة دعوات من الأصدقاء النائب خالد أبوطالب عضو مجلس النواب بدائرة المرج.. وهو من الشباب الواعد يعمل في صمت.. يفتح بابه أمام الجميع لحل مشاكل القاصي والداني.. وقد حضرت معه عدة جلسات للعمل العام.. تؤكد جدارته بأن يكون نائب الدائرة لما يحظي به من تقدير كبير من شباب وشيوخ الحي..
كما تلقيت دعوة من الصديق الأردني رائد الصلاح رئيس ملتقي قيادات الشباب التطوعي العربي لحضور مؤتمر العمل التطوعي للشباب في دورته الثالثة.. وهو يركز علي دعم ثقافة العطاء والإخلاص لدي الشباب والاستفادة من الطاقات الشبابية فيما يفيد مجتمعاتهم وأوطانهم ويقدس قيمة العمل والمواطنة لديهم.
***
أما أيقونة العمل التطوعي التي أثبتت أنه لا شيء يقف أمام العزيمة والإصرار والإرادة في خدمة المجتمع فهي هادية الدمياطية التي نشرت عدة صحف عن جهدها وعطائها لمجتمعها الدمياطي من خلال مبادرات "نشء مبدع".. وإعداد العديد من ورش العمل للبراعم من أعمار 12 إلي 17 سنة وإعداد دروس في المواطنة وتقبل الآخر وتعليم الأطفال بعض الأعمال اليدوية.. والاستفادة المثلي من أوقاتهم وجهدهم.. كما أعدت عدة ورش عمل للفتيات وعمل ندوات بالمصانع واستطاعت أن تحدث تغييراً كبيراً في وسطها نحو الأفضل والسلوكيات المثلي وغرس ثقافة العمل التطوعي لدي الصغار والكبار.. ونفس الجهد وثقافة العطاء وغرس فكرة العمل التطوعي تقوم به الإعلامية همت داود منسقة مؤتمر الشباب التطوعي.. الذي يهدف بالدرجة الأولي إلي رفع مكانة عمل الشباب التطوعي.. والاستفادة بفكر كل شاب لديه طموح في العطاء لمجتمعه.
***
وقد حث الإسلام علي مد يد العون للآخر وتحقيق مبدأ التكافل والتعاون ومساعدة الآخر.. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.. "لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه.. وليس منا من يأتي شبعان وجاره جائع وهو يعلم" وعشرات الأحاديث والآيات التي تحث علي مساعدة الآخر ومعاونة الآخر ليعيش الجميع في حب وتكافل وود وتعاون.
إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم للخير وحبب الخير لهم.. أولئك تغمرهم الرحمة.. ولهم مكانة رفيعة عند ربهم.