لم تكن إزاحة عيسى حياتو عن عرش الكرة الإفريقية عملية سهلة فنحن إزاء رجل أمسك بمفاتيح اللعبة الشعبية فى القارة السوداء قرابة 30 عاما متصلة وكما نعلم فإن الذى يمسك بزمام التوجيه لا يتخلى عنه بسهولة خصوصا إذا كان المنصب يمكنه من الحصول وحده على ثماره ـ إفريقيا ودوليا ـ وهو بطبعه يريد أن يستمر فى الحصول على هذه الثمار وحده وإلى ما لا نهاية.
لم يدرك عيسى حياتو حتى لحظة فرز الأصوات أن رياح التغيير عاصفة وكاسحة وإنه لم يعد بمقدوره أن يتصدى لها لأنه كان حتى آخر سنتيمتر فى السباق الانتخابى مازال يراهن على أسلحة الإغواء والرشوة وضرب المناطق الإفريقية بعضها البعض لتفتييت الأصوات المعارضة والتى منحت ثقتها لأحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر ليس حبا فيه وإنما إصرارا على التغيير الذى تأخر كثيرا.
إننا نتحدث عن طاووس اغتوى بطول البقاء فى منصبه فأصبح سقوطه درسا وعظة لكل متشبث بالبقاء فى مقعده متحديا إرادة الناس وغافلا عن حركة الزمن!
ولست أقول ذلك نكاية أو شماتة فى رجل اشتهر بمواقفه العدائية ضد الكرة المصرية ـ والسجل طويل ومتخم ـ ولكننى أتحدث من أرضية الإدراك بأهمية دعم الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقى لكرة القدم لأن القادم أدق وأصعب مع استمرار وجود ذيول لعيسى حياتو فى مبنى الكاف الذى سوف تستمر القاهرة فى احتضانه بعد إحباط مخطط نقله من القاهرة إلى أديس أبابا.
وبصرف النظر عن صحة أو عدم صحة اجتهادات بعض المحللين الأفارقة الذين يرون فى الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقى مجرد جسر للعبور ويريدون تسويق هذا التصور على أنه نابع عن حقيقة غياب السجل المميز لابن مدغشقر الطموح فإن مصر يجب أن تتعامل مع الواقع الجديد باعتبارها دولة المقر التى يتسع صدرها للجميع وأن دعمها لإطاحة حياتو لم يكن سوى تعبير عن إدراكها لأهمية عدم إضاعة الفرصة التى أتيحت للتغيير... وظنى أن القادم سوف يكون أفضل بكثير!
خير الكلام:
>> غدر الزمان أشد قسوة من لدغة الثعبان !