الوفد
علاء عريبى
رؤى .. تكافل المواطنين وكرامتهم
تألمت جداً عندما قرأت بالأمس خبراً منسوباً لوكيل وزارة التضامن بمحافظة الشرقية، يؤكد فيه تقدم 85 ألف أسرة للحصول على معاش تكافل وكرامة، قيمة المعاش حوالى 350 جنيهاً، هذا الرقم لا يمثل عدد الفقراء فى الشرقية، بل إن هناك آلافاً من الأسر سبق وتقدمت وصرفت، وهناك آلاف مثلها لم تسمع عن المشروع، وهناك غيرها سمعت وفشلت فى تدبير الأوراق المطلوبة.
المؤلم فى الخبر أن بيننا ملايين من الأسر لا تجد قوت يومها، ملايين من المواطنين لا يدخل منزلهم 300 أو 200 جنيه فى الشهر، هذه الأسر كيف تعيش؟ وما الذى تأكله يومياً؟ وما هو شعورهم؟
قبل سنتين، أعلن الجهاز المركزى للإحصاء، أن نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر بلغت 28% من تعداد 2015، وقدرت النسبة يومها بحوالى 30 مليون مواطن، من المؤكد أن هذا الرقم قد ارتفع فى 2016، وقد تضاعف بعد تعويم الجنيه، وارتفاع أسعار السلع.
آخر معلومة وصلتنى أن برنامج «كرامة» يوفر معاشاً بقيمة 350 جنيهاً لكبار السن فوق 65 عاماً، والأشخاص ذوى الإعاقة غير القادرين على العمل، بنسبة إعاقة 50% فأكثر، بينما يوفر برنامج «تكافل» معاشاً للأسر الفقيرة بقيمة 325 جنيهاً حداً أدنى و625 جنيهاً حداً أقصى، وقد كان يصرف بشكل تراكمى كل 3 أشهر، شرط استمرار أبناء تلك الأسر فى المدرسة، وانتظام حضورهم بنسبة 80% على الأقل.
بعض التقارير عرفت الأسر التى تعيش تحت خط الفقر، بالأسر التى يبلغ متوسط دخلها شهرياً 325 جنيهاً، وحتى 500 جنيه، هذا التعريف كان معتمداً قبل تعويم الجنيه وارتفاع أسعر السلع، بمعنى أن هذه المتوسطات لم تعد معبرة عن واقع الفقر المدقع فى مصر، وأنه من المفترض إعادة النظر فيها وذلك برفع متوسط الدخل إلى 900 أو ألف جنيه.
بدون شك صرف معاش للأسر الفقيرة فى صورة تكافل وكرامة من الأفكار الجيدة، لكن من المؤكد أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى المبالغ المنصرفة للأسر، فلم يعد للمعاش المنصرف قيمة وسط الغلاء الفاحش الذى يعانى منه الجميع، وليس من المقبول أن نترك أهالينا يتألمون من الجوع والحرمان، والحكومة مطالبة بأن تبحث تدبير أموال لزيادة قيمة المعاش المنصرف لهذه الأسر، على أن يصرف مبلغ المعاش وإلى جانبه يتم صرف حوافز مالية لتعليم أولادهم كما هو متبع.
ونقترح على الحكومة أن تبحث كذلك إعفاء هذه الأسر من فواتير المرافق: الكهرباء، المياه، الغاز، وإيجار المسكن، والمواصلات، ورسوم استخراج الشهادات والوثائق الحكومية، وبالطبع العلاج، فليس من المعقول أن نصرف لهم 300 جنيه فى الشهر لكى يوفر وجبات تسد جوع أولادهم، ثم يكتشفوا بأنهم مطالبون بإنفاق المعاش على فواتير المرافق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف