المساء
مختار عبد العال
فنطاس جاز ووزير لا مؤاخذة
دقت أجراس الانذار بشدة خلال الأيام الماضية تحذر من خطورة ما يحدث وسيحدث في المستقبل القريب والبعيد.. الحدث الأول التهليل المبالغ فيه لقرار شركة ارامكو باستئناف شحنات البترول السعودي.. والثاني تحميل د. أحمد عماد الدين وزير الصحة للرئيس جمال عبدالناصر مسئولية تدهور قطاع الصحة بل والتعليم لأنه كان يؤمن ويطبق سياسة أن التعليم كالماء والهواء والصحة مجانية لكل فرد.
وبكل أمانة وصراحة ووضوح أقول إنه قبل 24 ساعة من إعلان شركة ارامكو السعودية استئناف شحنات البترول إلي مصر كان هناك تصريح غريب صدر من د. علي عبدالعال رئيس مجلس النواب بأن اتفاقية تيران وصنافير سيتم مناقشتها في البرلمان.. وهنا لا يخفي علي أحد الربط بين الأمرين وفتح الباب للتساؤلات والاستنتاجات بأن الإعلان من رئيس ا لبرلمان كان شرطا لكي تعلن الشركة عن اسئتناف شحنات البترول مما يعيد للأذهان عودة المعركة حول مصرية تيران وصنافير وهي المعركة التي حسمتها المحكمة الإدارية العليا ولكن تلوح في الآفق بوادر معركة جديدة وللعلم هذه المرة المسألة مختلفة ولن يقبل أحد أن نفرط في أرض مصرية مقابل "فنطاس جاز"!!
لقد عشنا شهورا بل وسنين بدون شحنات البترول من ارامكو ولم نمت ولم تتوقف سياراتنا ومصانعنا ونستطيع أن نعيش بدون "جاز ارامكو" لسنوات طويلة ولكننا لا نستطيع أن نعيش يوما واحدا بعد التفريط في الأرض والكرامة.. مصر أكبر جدا أيها السادة من كل هذا الهراء.. أنظروا إلي ما تم الإعلان عند بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي لأمريكا.. استثمارات بـ 200 مليار دولار.. وأنظروا إلي الإعلان بعد زيارة ملك السعودية إلي الصين عن استثمارات بـ 65 مليار دولار وانتم تقيمون الأفراح والليالي الملاح من أجل "فنطاس جاز".. عيب.. تيران وصنافير مصرية والكرامة مصرية.
يأتي الدور علي أحمد عماد وزير الصحة الذي صدمني تصريحة كما صدم الكثيرين ولست هنا في مجال الدفاع عن الزعيم جمال عبدالناصر الذي انحاز للفقراء والغلابة فالزعيم أكبر من أن يدافع عن شخص مثلي.. ولا يعنيني هنا اجبار الوزير علي التراجع عن تصريحاته بعد ثورة الغضب ضده وضد الرسالة التي أراد توجيهها ما توقفت عنده بعد سماع حديثي وتصريحات الوزير التي اطلقها للأسف في مجلس النواب.. ما توقفت عنده هو البحث عن السيرة الذاتية لهذا الوزير فربما كان هو "بيك" أو والده باشا وتعلم خارج مصر في أحسن الجامعات العالمية وأن الثورة صادرت أملاك العائلة المصونة وجاءت نتيجة البحث تشير أن هذا الوزير ولا مؤاخذة محل استفسارات وعلامات استفهام كثيرة.
* اكتشفت أن الوزير مواليد 8 يونيو 1955 وبالتالي فهو قد ولد بعد إلغاء الباكوية والباشاوية.. ولم أجد اسم والده ابن قرية منتريس منوفية في قائمة الباشاوات ولم أجد عائلته اقطاعية ثم نزع الآلاف الأفدنة منها.. مما يشير إلي أن الوزير تعلم بالمجان وتم تطعيمه وعلاجه وأسرته بالمجان علي نفقة الدولة وبالذات في عهد عبدالناصر.
* السيرة الذاتية تشير إلي أن الوزير حصل علي بكالوريوس الطب عام 1985 أي وعمره ثلاثون عاما ولا أعلم سر هذا التعثر حيث إن من الطبيعي أن يتخرج وعمره حوالي 24 أو 25 عاما بالنظر إلي سنوات الدراسة.. والغريب أن هذا الوزير الذي حصل علي بكالوريوس الطب وعمره ثلاثين عاما حصل علي الماجستير بعد عامين فقط من البكالوريوس ثم حصل علي الدكتوراة بعد عامين فقط من الماجستير.. الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول النبوغ الذي نزل فجأة عليه!!
* أخيرا وليس آخراً.. صديق هذا الوزير والذي اختاره مستشارا له حاكما بامره في وزارة الصحة محبوس بتهمة تلقيه رشوة بملايين الجنيهات!!
اكتفي هذا القدر ومرحبا بأي تفسير من أي فرد.
حمي الله مصر وحفظها من كل سوء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف