طارق مراد
رحلة سقوط حياتو من الشواربي لأثيوبيا
أخيراً تنفست القارة الأفريقية الصعداء بعد ان تخلصت من الأسد الكاميروني عيسي حياتو والذي ظل جاثماً علي أنفاس كرة القدم الأفريقية 30 عاما.. وجاء سقوطه المدوي في انتخابات الاتحاد الأفريقي بالضربة القاضية أمام أحمد زحمد رئيس اتحاد الكرة بمدغشقر بمثابة نهاية طبيعية للأسد الكاميروني الذي أحكم قبضته علي اللعبة في قارتنا السمراء العظيمة وركبه الغرور.. ولكن لكل متآمر وفاسد نهاية.. نعم حياتو أفسد في عملية التسويق والبث الفضائي لبطولات الاتحاد الأفريقي للساحرة المستديرة سواء للأمم أو للأندية وغابت عن الكاف الشفافية في كثير من التحركات والقرارات الادارية والمالية حتي انتفضت مصر بحكم موقعها وريادتها للقارة الأفريقية كونها قلب أفريقيا وأحد الدول المؤسسة وكشفت ما يرتكبه من فساد وجرائم في دعمه لمبدأ الاحتكار في عملية البث الفضائي بقصرها علي شركة واحدة ولذلك كان قرار إحالته للمحاكمة لمخالفته قوانين الدولة المصرية.. ناهيك عن حرمانه لحق شعوب الدول الأفريقية من مشاهدة فرقها عبر القنوات الأرضية واسناد بطولات كأسي الأمم الأفريقية لدول لا تمتلك المؤهلات والبنية التحتية والأساسية من ملاعب وفنادق التي تجعلها قادرة علي استضافة كأس الأمم الأفريقية تلك البطولة المصنفة عالمياً وتعد واحدة من أهم وأكبر الأحداث الرياضية علي سطح المعمورة.. وكلنا شاهدنا تلك المهزلة التي ارتكبها حياتو باسناد بطولة الأمم هذا العام للجابون حيث كانت المباريات تقام في حدائق أو حقول وليست ملاعب لكرة القدم.. ولم يتوقف فساد حياتو عند هذا الحد بل صور له غروره علي التآمر علي مصر وتهديدها بنقل مقر الاتحاد الأفريقي خارجها.. وكان الطبيعي ان تنتفض مصر في وجه الأسد الكاميروني والذي سعي أيضاً لاسقاط المهندس هاني أبوريدة في انتخابات عضوية المكتب التنفيذي للاتحادين الدولي والأفريقي.. تآمر حياتو علي مصر بعد ان نسي أفضالها عليه وما قدمته له طيلة مسيرته منذ كان موظفاً صغيراً في حقبة الستينيات ويجلس في غرفة الاتحاد الأفريقي والتي كان يحتضنها الاتحاد المصري بين أروقته بمقره القديم بالعقار رقم 7 ش الشواربي وفي تلك الغرفة عاش حياتو وتزوج وأنجب أولاده حتي تدخل المشير عبد الحكيم عامر رئيس اتحاد الكرة المصري عندما تولي رئاسة الاتحاد المصري حيث قام بالتفاوض مع النادي الأهلي لتخصيص قطعة أرض من النادي لانشاء مقر جديد لاتحاد الكرة وكذا الأفريقي لينتقل حياتو من حي الشواربي العريق الي شارع الجبلاية بحي الزمالك مع أبناء الذوات ومع مرور الوقت ذاع صيته من خلال علاقته التي كونها مع نجوم الكرة ومسئولي الدولة.. وبمساعدة مصر ودعمها نجح حياتو في الصعود لقمة الهرم الكروي الأفريقي وأحكم قبضته علي مقاليد اللعبة يفعل فيها.. وبها ما يشاء دون حسيب أو رقيب بعد ان بات ديكتاتوراً يدير الكاف كما يحلو له فغاب مبدأ الشفافية والوضوح.. حتي بات سقوطه حتمياً لانقاذ مستقبل وحقوق ومقاليد الكرة الأفريقية وجماهيرها من أنياب هذا الأسد الكاميروني عندما نجحت مصر في التصدي له واصطياده من أجل إعلاء مصالح القارة السمراء كونها قلبها النابض والشقيق الأكبر لدولها وكان من الطبيعي ان تحظي خطوات مصر بدعم الدول الأفريقية ورئيس الاتحاد الدولي الفيفا جاني اينفانتينو والذي يري في حياتو صورة من صور الفساد الباقية من عصر عصابة بلاتر رئيس الفيفا السابق.. وهنا نجحت الدبلوماسية المصرية في التنسيق بخبرات رجالاتها بوزارة الخارجية مع تلك الآراء والدول التي تسعي لمستقبل أكثر اشراقاً ورحابة للكرة الأفريقية باسقاط ديكتاتور الكاف عيس حياتو والدفع بدماء جديدة قادرة علي احداث نهضة حقيقية للكرة الأفريقية ومنح أصحاب وأبناء اللعبة وشعوب القارة حقوقها فالجهود الدبلوماسية المصرية جاءت علي ترجمة السياسة التي ينتهجها ويدعمها زعيم وقائد الأمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وما يبذله من جهود كبيرة لإعادة الدول الأفريقية لأحضان الشقيقة الكبري مصر أرض الكنانة.. فكل التهاني لأحمد أحمد رئيس الكاف الجديد وكل التحية والتقدير لكل من ساهم في اسقاط حياتو والذي انتهت رحلته بسقوط تاريخي في العاصمة الأثيوبية ليخرج من مقر الكاف بلا عودة.