وأخيراً أسدل الستار علي الأسطورة عيسي حياتو بعد ان تربع علي عرش الاتحاد الأفريقي حوالي 30 عاماً البداية له كانت طيبة والنهاية مؤسفة جداً جداً والصدمة قوية علي هذا الرجل الذي كان يحكم القارة السوداء كروياً ونال من الشهرة الكثير والكثير.. ومن المال أكثر وأكثر.. ولكن التغيير هو سنة الحياة.. تعامل عيسي حياتو مع الانتخابات بغرور قاتل وظن أنه يستطيع الفوز بالإشارات دون ان يكلف نفسه بالمرور علي الدول الأعضاء أو اكتساب الثقة أدار الانتخابات من الوضع واقفاً ولم يستوعب الدرس جيداً والعالم حوله يتغير بقوة تعامل مع أعضاء الدول باسمه فقط دون ان يعطي اهتماماً بأن هناك دولاً كثيرة طالبت التغيير ولكنه ضرب بهذه الدول عرض الحائط وكأنه سوف يحقق الفوز بلا عناء أو تعب ولم يدرك ان رئيس الفيفا كان يقف ضده بالمرصاد مناشداً الدول بضرورة التغيير.. كما انه في الفترة الأخيرة كان يلاعب مصر بنقل مقر الاتحاد الأفريقي خارج أرض الكنانة بسبب ان جهاز حماية المنافسة فتح ملف احتكار بعض الشركات التسويقية لأعمال الكاف لسنوات طويلة جداً وتعامل حياتو مع الدول بتعال ولذلك تكاتف الجميع ضده وأطاحوا به من عرش الكاف ليعود إلي الكاميرون مرة أخري يستمتع بالأجواء هناك بعيداً عن سيطرته علي الكرة الأفريقية ومنصبه الرفيع كنائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وللحقيقة والانصاف لم تكن بداية حياتو مثل النهاية في الفترة الأولي كان يقدم الخدمات فعلاً من أجل الرقي للكرة الأفريقية.. وفي آخر عشر سنوات أصبح مثل استاذه بلاتر الذي تفرغ للأعمال التجارية حتي سقط وتم إبعاده جبارياً.. وهكذا سقط حياتو وهو درس لكل من يحاول البقاء في منصبه لفترات طويلة جداً.
ألف مبروك لابن مدغشقر أحمد أحمد الجريء الذي استطاع ان يدخل عش الدبابير بثقة كبيرة جداً لم يخش المواجهة إطلاقاً.. بل قام بدراسة الأجواء المحيطة بالانتخابات وبذل مجهوداً كبيراً في التحركات الإيجابية مع الدول الأعضاء وعرض برنامجه القوي الذي يعتمد في المقام الأول علي الشفافية والتعامل مع كل الأعضاء بمكيال واحد وعلي أحمد أحمد ألا يتعامل إطلاقاً مع كدابي الزفة الذين سوف يتقربون منه هذه الأيام ويجب أن يعمل للصالح العام أولاً وأن تكون للقارة الأفريقية النصيب الأكبر في المشاركة العالمية وعلي رئيس الكاف الجديد أن يكون في نوبة صحيان مستمرة.
وأهم ما أحزني بعد إعلان النتيجة تصريحات بعض المنافقين حول رئيس الكاف الجديد حيث قال إنه يتمتع بفكر ورؤية ثاقبة يا جماعة اتركوا الرجل يعمل لأنه جريء ويكفيه فخراً خوض هذه الانتخابات القوية بلا خوف من اسطورة حياتو.