الأخبار
جلال دويدار
لعنة الإخوان الإرهابية تلاحق الشيطانة »باترسون«؟!
من حق شعب مصر الذي ذاق الأمرين من الدمار والخراب الذي صاحب حكم جماعة الارهاب الاخواني وما زالت آثاره حتي اليوم.. أن يسعد بما وصلت اليه نهاية السفيرة الامريكية السابقة في القاهرة ابان ثورة ٢٥ يناير »‬آن باترسون». هذه النهاية بدأت بترشيحها لادارة الملف السياسي في »‬البنتاجون» (وزارة الدفاع الأمريكية) بما لهذا المنصب من نفوذ وهيمنة علي التوجهات الامريكية خاصة الخارجية. جري العدول عن هذا الترشيح استجابة لضغوط ومعارضة عدد من اعضاء الكونجرس والجمهوريين الذين اتهموها بالانحياز والعمل لصالح جماعة الاخوان في فترة توليها لمنصبها بالقاهرة. هذا الدور كان سببا في وصول هذه الجماعة الي حكم مصر وما ارتبط بذلك من قلاقل وعدم استقرار.
لا يخفي علي أحد من المتابعين لتطور الاحداث مع قيام ثورة ٢٥ يناير ما حدث من توافق وتعاون بين الحليفة القديمة جماعة الارهاب الاخواني وبين ادارة اوباما الامريكية. جاء ذلك في اطار سوء التقدير وخشية ان تُفقدها الثورة الشبابية نفوذها وسيطرتها في مصر وفي الشرق الأوسط.
حفاظا علي هذا الوجود الامريكي خاصة بعد ان اصبح زوال حكم مبارك امرا واقعا في ظل القوات المسلحة.. كُلفت آن باترسون بان تدير هذا الملف لصالح تفعيل هذه المؤامرة. في هذا الاطار وبمساندة من الضغوط الامريكية ركزت السفيرة جهودها واتصالاتها. في نفس الوقت اطلقت واشنطن عملاءها من عناصر الفوضي الخلاقة التي كانت قد قامت بتدريبهم واعدادهم فيما بعد احداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ التي شهدتها نيويورك. جري ذلك بهدف مواجهة التطرف الاسلامي بدعوي اقامة الديمقراطية التي لم يكن من هدف لها سوي التسلط والسيطرة. هذا التحرك كان يرتكز علي ما يعرف باستراتيجية الفوضي الخلاقة وفقا لما صرحت به وزيرة الخارجية الامريكية السابقة »‬كونداليزا رايس».
هذا التدخل الذي قامت به السفيرة آن باترسون استهدف دعم ومساندة وصول جماعة الاخوان الارهابية الي حكم مصر. لم يتم هذا اعتباطا ولكن تم بناء علي توافقات وتعهدات من جانب هذه الجماعة الأممية التي لا تعترف بقدسية لحدود أو ارض او سيادة وطنية تضمنت هذه الالتزامات تحقيق ما تسعي اليه الادارة الامريكية لاتمام مخطط تفتيت الشرق الاوسط وفق ما تريده اسرائيل. هذه التحالفات الامريكية الاخوانية شملت تنازلات عن ارض سيناء في مقابل السماح للجماعة بممارسة انشطتها ودعم نفوذها.
في هذا الشأن فانه لا ينسي للسفيرة الامريكية باترسون تدخلها في الانتخابات الرئاسية من خلال التلميحات التي كانت تحمل تهديدا بالتحذير من اي تدخل بالدعم او بالمساندة لما قد يمثل مناوأة لعدم وصول جماعة الارهاب الاخواني الي حكم مصر والذي كان يتمحور في انتخاب محمد مرسي رئيسا للدولة.. جاء ذلك عندما تأخرت عملية اعلان نتيجة المعركة الانتخابية الرئاسية الشرسة التي كان يخوضها المرشح المنافس الفريق احمد شفيق.. هذه التدخلات الامريكية صاحبها.. تعاظم الابتزاز والارهاب الاخواني وعمليات التزوير التي تأكدت قضائيا بإعلان فوز محمد مرسي بالرئاسة.
تطور الاحداث فضح ما تدبره الجماعة الارهابية من دمار وتخريب لمصر سعيا لطمس هويتها وتاريخها والذي كان يتم تحت دعوي كاذبة وخادعة تقوم علي التجارة بالدين. لم يكن أمام الشعب المصري حرصا علي وطنه ومقدراته ووجوده في مواجهة هذا التآمر الاخواني الامريكي سوي ان يهب ويثور لانقاذ وطنه. هذا التحرك تجسد في ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي جاءت اصلاحا لمسار ٢٥ يناير التي بدأت شبابية وشعبية وانتهت بالتآمر لصالح التحالف الاخواني الامريكي من أجل جني ثمارها.
كان اول نجاح لهذه الثورة لجوء امريكا وصبيانها لمعاقبة مصر ووصم ثورتها كذبا وافتراء بالانقلاب.. إقدام ادارة اوباما علي سحب سفيرتها الشيطانة المتآمرة آن باترسون من مصر. جاء ذلك في عجلة للتغطية علي دورها المريب الذي جري تداوله داخليا وعالميا بتعيينها وكيلا في الخارجية لشئون الشرق الادني. ما اقدمت عليه ادارة اوباما في محاولة للتنصل من تآمرها علي مصر بعد شلح جماعة الارهاب لم يمنعها من مواصلة دعمها ومساندتها لهذه الجماعة الارهابية.
هذا الموقف تم تناوله وفضحه من خلال بعض اعضاء الكونجرس الامريكي خاصة من المنتمين للحزب الجمهوري المعادي لحزب »‬اوباما» الديمقراطي. بعد انتهاء فترة حكم هذا »‬الاوباما» وفشل مرشحته ومرشحة حزبه »‬هيلاري كلينتون» في الانتخابات الرئاسية الامريكية وفوز دونالد ترامب.. تعالت الاصوات التي تتهم جماعة الاخوان بالارهاب والمطالبة باعتبارها جماعة ارهابية. هذه الدعاوي التي يتبناها عدد من الجمهوريين أعضاء الكونجرس كانت وراء تدخل البيت الأبيض »‬ترامب»- الذي يقود شعار التصدي للارهاب والتطرف- لحرمان الشيطانة آن باترسون من تولي المنصب الرفيع في البنتاجون الامريكي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف