اشرف عبد اللطيف
المكالمة الليلية.. والوجبة المدرسية
* عقب كتابتي المقال السابق عن عتابي لوزير التعليم الحالي بهجومه في الظاهر علي السياسة التعليمية ولكن في الحقيقة هي النيل من الوزير السابق بدون مبرر خاصة انه كان بحكم منصبه كرئيس المجلس الاستشاري للتعليم برئاسة الجمهورية مشاركا في معظم قرارات الوزارة.
في مساء نفس اليوم فوجئت بمكالمة عزيزة من د.الهلالي الشربيني وزير التعليم السابق يشير لي فيها أن كل خطط الوزارة وخاصة خطة نظام البوكليت للقضاء علي الغش بالثانوية العامة والمستفحل منذ سنوات كان د.طارق شوقي مشاركا فيها ومندهشا من هجومه عليه ومستهجناً بوصفه بالفكرة العبيطة!! موضحا انه لم يظهر أي اعتراض أثناء المناقشات بل بدا مرحبا ومؤيدا للفكرة.. وفي السياق أكد اننا كنا قد انتهينا من قانون التعليم قبل شهر من التغيير الوزاري الأخير وأرسلناه لمجلسي الوزراء والنواب وفي حالة الموافقة عليه سيرفع رواتب ومعاشات المعلمين الي أربعة أضعاف وسيحل معظم الشكاوي التي يجاهر بها سواء المعلمون أو الطلاب وأولياء أمورهم.
* كنت قد أشرت قبل وقت سابق ان تكلفة الوجبة المدرسية وتنفيذها يقترب من 1.1 مليار جنيه حتي الآن اضافة الي ان برنامج الغذاء العالمي يساهم بمبلغ 13 مليون يورو لتوزيعها للعام الدراسي الحالي والمقبل.
إذن نحن أمام رقم ضخم جدا يسيل لعاب أي مستثمر ولكن للأسف يسيطر علي هذا الاستثمار بعض الفاسدين ولم يتم اقصاؤهم أو حتي محاسبتهم وكل عام تقريبا تحدث حالات تسمم نتيجة تناول هذه الوجبات.. ان سبب استمرار هذه المهازل هو عدم محاسبة أي مقصر ودائما وأبدا يظهر ان الطلاب هم السبب وان ظاهرة الشعور الفرد بالمغص شعور ممكن يصيب أي انسان بسبب تناوله أي وجبة ولكن ليست الوجبات المدرسية لأن تاريخ الصلاحية الموجود عليها سليم وأن سبب انتقالها بين الطلاب هو حالة الهلع.. ولكن السؤال كيف تنتقل هذه الحالة من محافظة لأخري؟!
الطريف هذا العام ان وزارة التعليم أفادت ان الوجبات مسئولية وزارة التضامن وليست مسئوليتنا وكأن الطلاب ليسوا أولادها وهي في النهاية مسئولة عنهم.. كان يجب أن تطالب بفتح تحقيق لمعرفة أسباب استمرار هذه الأزمة سنويا.