سكينة فؤاد
عن المجانية.. والآثار.. وما حدث في بورسعيد!!
> تكفل كتاب ونواب بالرد علي تصريحات وزير كان أول الوزراء الذي انتظر المصريون خروجهم في التعديل الوزاري الأخير.. ومازال الواقع الصحي الذي يعاني أقصي درجات المرض ينتظر تغييره.. ولعله يدرك في يوم أن سياسات الرئيس جمال عبد الناصر المؤمنة والداعمة للتخفيف عن الشعب ومجانية الصحة والتعليم ليست هي التي أفسدت الصحة والتعليم ولكن من خانوا أمانات وفروض الواجب والمسئولية وحولوا التعليم والصحة إلي متاجرة وتربح دون وازع أخلاقي وإنساني.
>خواطر كثيرة تتداعي وأنا أرقب الاكتشاف الأثري المهم في المطرية.. وفي مقدمتها السؤال الموجع.. إلي متي سنظل نحتاج إلي القروض والديون وبلادنا تمتلئ بالثروات والكنوز الطبيعية والأثرية..؟! تستطيع أي دولة أن تُشيد متحفا أو عدة متاحف وتجمع فيها ما تستطيع شراءه أو سرقته من آثار!! ولكن مصر كانت تستطيع بمدنها ومراكزها الكبيرة والصغيرة وصحاريها ومحمياتها الطبيعية وبحارها ونهرها أن تفتح آلاف المتاحف إذا تحول كل موقع إلي متحف مفتوح لعرض ما تضمه المنطقة من آثار وجعلنا من أبناء المنطقة مسئولين عن رعاية هذه الآثار ووفرنا لهم برامج للتدريب الأثري وأخذوا نصيبا عادلا من عائد رعاية آثار منطقتهم والحفاظ عليها وتوفر لهم في إطار البيئة برامج تدريبية تحولهم إلي خبراء في التعامل مع الكنوز التي تملأ بلدهم ـ واستثمرنا علم وخبرات ما تضمه مصر من أثريين عظام ويسرنا لهم أن يقودوا حركة إنقاذ لآثار بلادهم ويكفوننا سلبيات وإيجابيات بعثات أجنبية يبدو أن بعضهم تحول إلي مستوطنين ومعمرين في المناطق التي تعمل بها بعثاتهم!!
في يوم بعيد التقيت وفدا ألمانيا كان في زيارة لآثارنا ـ بعد الجولة التي عادوا منها مبهورين بما شاهدوا ـ قالوا لي ـ لو كان في بلادنا ثلث آثار بلادكم لتحول الألمان إلي شعب يشتغل فقط بعلوم وفنون ودراسات وأبحاث والحفاظ علي الكنوز التي تمتلئ بها بلدكم!! كنت أتمني أن تترك آثار المطرية في مكانها وأن يحول الموقع الذي وجدت فيه إلي متحف مفتوح كبير وندرب شباب المنطقة وأطفالها علي فنون خدمة الأثر والحفاظ عليه ـ وأن تتعاون معهم الدولة في معالجة المشكلات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في حي قامت فيه أول جامعة في التاريخ وتلقي يوسف عليه السلام تعليمه فيها
كما قال عالم الآثار د. زاهي حواس علاوة علي معلومات تاريخية كثيرة تستدعي اهتمام الدنيا.. وهل تم النقل العاجل لما تم اكتشافه من آثار لإخلاء المنطقة وتسليمها لوزارة الأوقاف ـ وهل الأوقاف لا تتبع الدولة المصرية؟! وهل سطوة ونفوذ المال سينتصر علي الحضارة والتاريخ ويبني السوق التجارية التي قيل إنه السر في سرعة الاستخراج الذي شابته أخطاء في مرحلته الأولي كما أكد أستاذ ترميم الآثار د. عبد الفتاح البنا وأرجو أن تستمع النيابة الإدارية ـ مع تحية لما تقوم به من تحقيقات هذه الأخطاء ـ والأخطر الذي أضافه د. البنا أن البعثات الألمانية لها تاريخ أسود في تدمير الآثار؟!!!
أين أبو المصريات وعالمها الكبير د. علي رضوان.. والعديد من العلماء والخبراء المحترمين لماذا لا يتشكل منهم ومن شباب الأثريين في مختلف فروع العمل الأثري مجلس قومي لإدارة ثرواتنا وكنوزنا الأثرية والتي لم تغب عن مصر حلقة أو حقبة واحدة منها ولا يستطيع وزير أو وزارة أن تنفرد بإدارتها وحدها، ولماذا لا يتشكل من أساتذة وخبراء وخريجي الترميم شركة وطنية كبري تتولي عمليات الترميم وتضع نهاية لجرائم الجهل والتدمير التي تعرضت لها آثار نادرة آخرها حتي الآن ما نشرته الأهرام الجمعة الماضي 17/3 بعنوان جريمة أثرية جديدة.. تدمير سور القاهرة التاريخية.. بعد إسناد ترميمه لشركة مقاولات!! والتي تم فيها إحالة 10 موظفين بوزارة الآثار إلي المحاكمة التأديبية ـ هل المحاكمة والعقوبات إذا وقعت عقوبات ستصلح إفساد وتدمير القيمة الأثرية لأسوار تاريخية مسجلة علي قائمة التراث العالمي؟!! بالطبع لا ـ وهل هي المرة الأولي.. ربما الألف للأسف لا قرارات تعالج جذور التدمير والتخريب التي تتعرض له الآثار وتمنع تكرارها.. وأعيد النداء.. لا تفصلوا الأثر عن البيئة التي عاش ونام فيها آلاف السنين ـ ولا تفصلوهم عن أحفادهم ولا تفصلوا المصريين عن آثارهم وعن المشاركة في حمايتها ورعايتها والمشاركة في جني ثمار مادية من حماية ورعاية التاريخ.. وحولوا مصر كلها إلي عشرات الآلاف من المتاحف المفتوحة.
> كتبت في مقالين سابقين عن المذبحة البشعة التي ارتكبت في استاد بورسعيد وراح ضحيتها عدد ضخم من شهداء ومصابين من أبناء النادي الأهلي علاوة عمن تساقطوا واستشهدوا من أبناء بورسعيد للأسف لم يتم الالتفات إليهم!! ودعوت ورجوت إعادة قراءة المذبحة في ضوء الأحداث الخطيرة التي كانت تعيشها قبل المذبحة بشهور قليلة منطقة القناة ومدينة بورسعيد ـ وخلال الأسبوعين الأخيرين ظهرت أكثر من شهادة تؤكد ما ذهبت إليه في المقالين وأنه كان مقدمة لمخطط شيطاني لإغراق مصر في الدماء وتفجير الصراع بين المصريين ونشر العنف الخلاق استلهاما من دعوة غير المأسوف عليها كونداليزاريس لمساعدة جماعة الإخوان علي إعادة ترتيب الأوضاع في مصر كلها علي أن تكون البداية من منطقة القناة الأقرب لتدفق أعوان الجماعة في غزة والذين كانوا بالفعل قد ملأوا سيناء ومدينة بورسعيد ـ ليدعموا مخطط الاستيلاء علي الحكم الذي تمكنوا من تحقيقه في يونيو 2012 أي بعد ثلاثة أشهر فقط من تنفيذ المذبحة!! وتوالت تصريحات خطيرة بعد صدور الأحكام النهائية ـ واحد منها للمستشار مرتضي منصور في حوار مع الإعلامي الكبير وائل الإبراشي حول شاهد في القضية طُلب إليه من قبل مسئول كبير ـ لم يفصح المستشار مرتضي عن اسمه ـ أن يقوم الشاهد باتهام أسماء بعينها ويزج بهم في القضية وبينهم من صدرت ضدهم أحكام نهائية!! بينما المحامي محمد نبوي يدلي بشهادة للأستاذ أحمد موسي بوقائع لا تقل خطورة سواء عن مكالمة تليفونية تلقاها محمد من عضو بالجماعة يطلب منه مشاهدة المذبحة التي ستحدث في استاد بورسعيد بعد قليل!! وأكد أنه تلقي المكالمة قبل انفجار الأحداث الدامية في الاستاد بنحو عشر دقائق وأبلغ بها قوات التأمين التي أكدت له أن الأحداث هادئة تماما في الملعب بالإضافة إلي إشارة محمد نبوي إلي وقائع أخري لا تقل خطورة!! لا أعرف هل استفاد بها محامو أبناء بورسعيد التي سقط فيها 54 قتيلا أمام سجن المدينة وسقط 11 آخرون في أثناء تشييع الجثامين وهل حاول الدفاع العثور علي الأدلة التي تثبت أن شهداء النادي الأهلي وشهداء بورسعيد كانوا ضحايا لمخطط إجرامي شيطاني نفذه أعضاء تنظيميون ومن قاموا باستئجارهم من بلطجية وقتلة!!
من دبروا ومولوا المذبحة البشعة التي ربما تكون الأبشع في تاريخ كرة القدم وأهدروا كل هذا الدم الشهيد ـ واهمون إذا تصوروا أنهم يستطيعون الإفلات بما أهدروا من أرواح بريئة ويواصلون إهداره من تاريخ ارتكابهم للمذبحة وحتي الآن ـ وليت اللواء أحمد وصفي ـ وقد نقلت في مقالات سابقة تصريحاته مما تتعرض له مدينة بورسعيد من جرائم إرهابية واطلاق رصاص في أنحاء المدينة من جماعات غريبة علي المدينة وعن أبنائها تماما ـ حتي في اللهجات التي تتحدث بها!!
وليت اللواء عادل الغضبان ابن بورسعيد ومحافظها الآن وكان الاثنان اللواء وصفي واللواء الغضبان مسئولين عسكريين عن منطقة القناة ومدنها في تلك الأيام أن يدليا بشهادات مما كانت تشهده ويتعرض له أبناء بورسعيد من تهديدات وجرائم إرهابية في الأيام السابقة وأيضا التي صاحبت ارتكاب المذبحة وأن تقود هذه الشهادات بالإضافة إلي الوقائع والاعترافات التي ظهرت أخيرا إلي قراءة جديدة وكاشفة لما غـُيب وأخفي من تدابير إجرامية خططت ومولت ونفذت المذبحة التي يتمنون أن تظل بُورة غضب وصراع بين أبناء مصر في الأهلي وفي بورسعيد!! وسلام علي جميع شهداء مصر من مدنيين وعسكريين وشرطة لم يكن ما حدث في استاد بورسعيد إلا مقدمة لها وحلقة من حلقاتها الشيطانية والدموية!