المساء
عياد بركات
ويتجدد اللقاء .. د. المخزنجي.. هل يهرتل؟!
قطعاً د. محمد المخزنجي حين يكتب معارضاً لتجربة القمح المبرد ويثبت أن كلامه صحيح وتقرر الحكومة إعادة بحث التجربة فإن ما يكتبه عن محطة الضبعة النووية لا يأتي أيضاً من فراغ! ويجب الاستماع إليه.
في بعض الصحف هناك كتاب تعرفهم بسيماهم يكتبون لمجرد وضع العربة أمام الحصان.. إلا أن د. المخزنجي ليس من هؤلاء ولا هو من المحسوبين علي تيار الإسلام السياسي الذين لا يعجبهم العجب إلا عودة الاخوان في رجب.. وهو إن تم تصنيفه كتيار فإنه أقرب إلي اليسار.. إن جاز التصنيف؟
وإن جاز التعبير فهو مصري بسيط.. ولكنه من الذين منّ الله عليهم بتشغيل عقولهم.. لا من هؤلاء الذين يضعونها جانباً.. وكمواطن مصري يطرح رأياً فإن من واجبنا كأفراد أو كمجتمع أو كدولة أن نستمع إليه.. لن نخسر شيئاً.. ما المانع من تشكيل لجنة علمية تستمع إليه وإلي دفاعه عن رأيه المعارض لمحطة الضبعة النووية.. لن نخسر شيئاً.. لكننا سنخسر ونخسر إن كانت وجهة نظره صائبة وصحيحة ساعتها سوف ينطبق علينا بيت الشعر : أمرتهم أمري بمنعرج اللوي.. فلم يستبينوا إلا ضُحي الغد..
عموماً د. محمد المخزنجي لم تكن مقالته في المصري اليوم يوم الخميس الفائت المقالة الأولي في هذا الموضوع لقد تطرق للموضوع أكثر من مرة.. وأعاد الكتابة حين لم يجد آذاناً صاغية.. ومبرراته في رفض محطة الضبعة عديدة منها : إن تكاليف المشروع غير المعلنة تزيد كثيراً علي تكاليفه المعلنة وسوف تتحملها الأجيال القادمة مما يجعل الطاقة النووية الأكثر تكلفة بلا جدال.. وأن التكاليف غير المعلنة تشمل تكليف التفكيك بعد الخروج من الخدمة. ومعالجة أنقاضها ودفنها دفناً آمناً وتطهير الأرض التي جثمت علي صدرها للوصول إلي ما يسمي الحقل الأخضر. إضافة إلي تعقيدات تقنية ومخاطر بيئية تحار فيها أعتي الدول علمياً وتقنياً وثراء مادياً.
مبررات د. المخزنجي تشير إلي ضرورة اللجوء لبدائل آخري آمنة وغير مكلفة هو أن مصر تتمتع بثراء كبير في مصادر الطاقات المتجددة ومنها ما أعلنه د. محمد شاكر وزير الكهرباء مؤخراً حين قال : إن ما نستطيع استخراجه من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يصل إلي 85 جيجاوات منها 55 من الشمسية و30 من الرياح وهو ما يعادل قدرة 70 مفاعلاً نووياً أو 18 محطة كمحطة الضبعة.
أيضاً مصر تتمتع بالكوادر اللازمة لاستغلال مثل هذه الطاقات الشمسية والرياح كما يقول د. المخزنجي ـ وهي كوادر مصرية جاهزة منها علي سبيل المثال لا الحصر د. صلاح عبيه صاحب الأبحاث العلمية لرفع فاعلية الخلايا الكهروضوئية بمواد محلية بنتائج تثير الدهشة. ود. إبراهيم سمك المصري اللامع في ألمانيا أحد نجوم العالم اللامعين في مجال استخلاص الطاقة من الشمس. ود. هاني محمود النقراشي صاحب تصميم المحطات الحرارية الشمسية التي تلائم مناخنا وتعمل طوال اليوم بتخزين فائض الحرارة النهارية لاستخدامه في توليد الكهرباء بعد غياب الشمس واستخدامها في تحلية مياه البحر.
باختصار يري د. المخزنجي أنه ليس بمحطة الضبعة سوف ندخل العصر النووي. فهل إذا استوردنا سيارة رائعة. واستوردنا معها بنزينها الذي لا ينتجه غير مصنعها ودربنا لها سائقاً منا دربه منتجو السيارة هل نكون بذلك دخلنا عصر توطين وامتلاك المعرفة والتقنية في صناعة السيارات؟!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن د. محمد أشرف البيومي استاذ الكيمياء الفيزيائية بجامعة ولاية ميشجان سابقاً والإسكندرية الآن في مقال له : يدعو إلي حوار جاد موضوعي حول مستقبل الصناعة النووية عالمياً وليس في مصر فقط. ويؤكد أن صانعي القرار السياسي يتحملون تبعات الخيار النووي الخاطيء مستقبلاً ويؤكد د. البيومي أنه ليس هناك أمان تام للمفاعلات المزمع إنشاؤها ولا حتي في أعتي الدول تقدماً!!
إذن هو النصح والمشورة.. ولن نخسر شيئاً إذا تم تشكيل لجنة علمية محايدة تبحث وتدرس وتقرر.. وما خاب من استشار!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف