المساء
محمد غزلان
عين الطائر.. مجدي حبيب يعقوب
لأول مرة منذ عقود طويلة يهتم المصريون بعلمائهم بدلاً من تتبع أخبار وأعمال رجال الرياضة والأعمال. أو أخبار الفنانين.. وبمجرد أن نُشر خبر عن الوعكة الصحية التي ألـمَّت بالدكتور مجدي يعقوب. فإذا بالسوشيال ميديا كلها تتحدث عن الدكتور وعن أعماله وتاريخه. وحبه لوطنه وعودته إليه محملاً بالخبرات والخيرات لأطفال مصر وشبابها. الذين يعانون من أمراض القلب بمختلف أنواعها. حيث قام بإنشاء مستشفي مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في مدينة أسوان عام 2009 ويتم علاج جميع المرضي فيها بالمجان.. وقد نفت أنيسة حسونة. المدير التنفيذي لمركز مجدي يعقوب الأخبار التي تداولت عن صحته. وبشرت أحبابه وأصدقائه بأنه علي ما يرام. وبكل خير. إلا أن ذلك فتح الباب طويلاً عن تاريخ وسيرة مجدي يعقوب. الذي حاز علي أعلي الأوسمة والدرجات والألقاب. وآخرها لقب سير في المملكة المتحدة.
شغف الناس بأخبار مجدي يعقوب. يؤكد "فأما الزبد فيذهب هباءً. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".. هذا الطبيب الذي ولد في الشرقية عام 1935. وتخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957. لم يكن أبداً من هواة الظهور. بل كرَّس كل حياته لعمله. أخذ يعمل في صمت طوال بدايات عمره. منذ سفره إلي انجلترا عام 1962 ثم إلي أمريكا. ثم العودة مرة أخري إلي انجلترا حتي ظل بها إلي أن اعتزل الجراحة عام 2001 وأصر بعد بلوغه الخامسة والستين أن يعمل كمستشار بجراحة القلب حتي يومنا هذا. وقد قام بزراعة ما يزيد علي ألفي قلب خلال خمسة وعشرين عاماً. ويظل يعمل ويربي ويعلم جيلاً بعد جيل. مفضلاً أن يعمل في مصر التي ربته وعلمته. وهذا يكشف الكثير من معدن هذا الرجل الأصيل. قليل الكلام. قليل الظهور في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.
خبر إصابته بوعكة صحية ثم نفي الخبر عن طريق المديرة التنفيذية لمؤسسة مجدي يعقوب للقلب في أسوان يكشف أيضاً معدن هذا الشعب الذي يجل ويحترم من يعملون في صمت. الذين لا يريدون جزاءً ولا شكوراً.. بل إن عملهم لوجه الله تعالي. كما يكشف أيضاً إيمان هذا الشعب بمصريته واعتزازه بها. لا فرق بين مسلم ومسيحي. خاصة أن مجدي يعقوب قد حوَّل مركز أسوان للقلب إلي مركز تدريب فعلي للأطباء الشبان. لا يفرق فيهم بين مسلم ومسيحي علي الإطلاق.
خبر الوعكة الصحية للدكتور مجدي يعقوب قد يلفت انتباه الشباب إلي أن هناك من يجب متابعة أعماله ونشاطه أكثر من نجوم الرياضة أو الفن.. وأن سيرة مجدي يعقوب ومسيرته المهنية قد تكون نبراساً للشباب. خاصة شباب الأطباء الذين يشاهدون حالياً من حوَّل الطب إلي تجارة وبيزنس. بينما هناك أشخاص آخرون تغمرهم الإنسانية. ويعذبهم عذابات المرضي. فيقدمون عن طيب خاطر كل ما يرضي وجه الله.. وأطال الله في عمر مجدي يعقوب وأمثاله.. ومتعهم الله بالصحة والعافية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف