خدعتنا التكنولوجيا.. وهمشت لغتنا الجميلة. واعتمدت اللغة الإنجليزية في كل تطبيقاتها.. ولم يفكر العلماء العرب في ترجمة هذه التكنولوجيا العربية.. ولو فكروا سيجدوا الأمر سهلاً.. فاللغة العربية غنية بالمفردات الكثيرة.. التي تحمل توصيف للشيء الواحد بكلمات كثيرة.
ويصف الدكتور إبراهيم الهدهد في حوار مع الزميل جمال سالم نشر بجريدة "عقيدتي" اللغة العربية بأنها من أجمل وأعظم اللغات التي هي في الأصل أدوات وحكاية.. فلو صنفنا اللغات من حيث عدد الأصوات كما يقول تأتي العربية في المقدمة حيث تضم 34 صوتاً وهذا يشير إلي غزارة ما تمتلكه من ثروة لغوية تأتي بالإبداع الأدبي من شعر ونثر وقصة ورواية.
واللغة العربية أوسع أصوات اللغات في العالم لأنها تبدأ من الحلق حتي الشفتين.. وهذا يعني ان العربي يمكنه أن يتحدث أي لغة أخري في العالم.. لأن جهازه التشريحي الصوتي تدرب منذ الصغر علي أن ينطق ويتحرك عكس بعض اللغات التي تخرج من الشفتين فقط كالفرنسية.
ويري ان اللغة العربية تتساوي في الملفوظ والمكتوب بينما تجد العكس في اللغات الأخري.. حيث نجد ان المكتوب أكثر من الملفوظ.
وتتميز اللغة العربية بأنها لغة عائلات لغوية حيث يمكن اشتقاق كلمات كثيرة من كلمة واحدة.. مثل كتب يكتب كاتب مكتبة.. بينما لو بحثنا عن مقابل هذه الكلمات في اللغة الانجليزية سنجد انها أرحاماً مقطعة لا علاقة بينها.. حسب وصفه..
بصراحة شعرت بالفخار من كلامه لأنني أمتلك هذه اللغة الجميلة.. وأردت أن تشاركوني هذا الشعور فلغتنا المقدسة لغة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة باقية.
وليس هذا فحسب.. بل ذكر ان علم تشريح اللغات الذي يبحث في أسباب فناء اللغات علي مستوي العالم.. وموتها لم يجد سبباً واحداً يؤدي إلي فناء اللغة العربية.. وقالوا ان لغة العرب هي آخر لغات العالم موتاً.. والسبب في ذلك ان اللغة العربية تخلو تماماً من أي صوت ناسف.. يبتلع الحرف الذي يليه فلا يظهر في الكلام.
كما أن كل حرف في لغتنا الجميلة يتنفس الحياة بسبب القرآن الكريم الذي نتلوه آناء الليل وأطراف النهار.
ولذا علينا أن نحمي لغتنا من التلوث اللغوي.. مثلما فعل اليهود فأصبحت العبرية لغة اليهود.. وأصدرت دول كثيرة قوانين لحماية لغاتها من التلوث اللغوي بلغات أخري.
وعلينا أن نتواصل مع أولادنا باللغة العربية ونهتم بها.. كما نهتم باللغة الانجليزية والفرنسية.. التي تغولت في مدارسنا علي حساب لغتنا الجميلة خاصة في الدولية..
وأطالب وزير التربية والتعليم بالاهتمام باللغة العربية في المدارس وأن تكون التربية الدينية مادة امتحان.. وأخيراً لا تنخدعوا بأن التكنولوجيا تستحوذ عليها اللغة الانجليزية.. فالقرآن الكريم استحوذ علي اللغة العربية وهو الأبقي إلي الأبد.