الجمهورية
نادر أحمد
مهرجان الأقصر الأفريقي
يواصل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية مسيرته السادسة في تقديم فاعلياته السينمائية بمدينة الأقصر والتي تصادف وتواكب معها أن تم اختيارها هذا العام لتكون "عاصمة الثقافة العربية".. وتبدأ اليوم الاثنين الاحتفالات لتلك المناسبة.. ولتنطلق أيضا من ساحة معبد الكرنك مثلما انطلق حفل الافتتاح لمهرجان الأقصر من نفس المعبد التاريخي.
تعرض مهرجان الأقصر قبل افتتاحه بأيام لمفاجأة اعتذار النجم العالمي أميتاب باتشان عن حضور تكريمه في الأيام الأخيرة من المهرجان وذلك بعد أن امتلأت الدنيا أخبارا عن حضور النجم الكبير لمصر لزيارته لأول مرة لمدينة الأقصر وجمهوره بها.. ولكن شاءت الأقدار أن لا تتم الزيارة الهامة للمهرجان وللأقصر وذلك لطبيعته الانسانية الكبيرة في الوقوف مع صديقه في محنته المرضية والذي هو في نفس الوقت والد زوجة ابنه.
حقيقة الأمر.. ان ذلك الغياب قد أثر في فعاليات المهرجان الذي وضع استعداده لاستقبال هذا النجم المحبوب.. وقد طعن الكثير في مصداقية هذا الأمر.. ولكن أخلاقيات أميتاب باتشان جعلته لا يقف عند الاعتذار الكتابي أو التليفوني.. بل أرسل فيديو لإدارة المهرجان وجمهوره يعتذر عن الحضور.. فهذا الفيديو هو أكبر دليل علي أن حضور النجم الكبير كان وشيكا.. ثم ان المؤتمر الصحفي لم يعقده سيد فؤاد بمفرده بل كان معه السفير الهندي بالقاهرة.. فلا أعتقد أن السفير سينزل من مكتبه بدون أن يكون متأكداً بأن النجم قادم لا محالة.. كما أن السفير تحدث باسهاب عن تلك الزيارة.!!
ولكن الأمور لاتسير في طريقها الصحيح.. اعتذر النجم الكبير "وله عذره الخاص".. وتقبلت ادارة المهرجان اعتذاره حتي لا يزايد أحد علي هذا الأمر!!!
ثلاث كتب هامة أصدرها المهرجان في تكريم الفنانين.. الأول عن المخرج يسري نصر الله المكرم في المهرجان للناقد الشاب أحمد شوقي. والثاني والثالث عن الراحلين المخرج محمد خان والراقصة تحية كاريوكا.. كتاب محمد خان بعنوان "معانقة الحياة" للمخرج السينمائي أحمد رشوان أحد تلاميذ وعشاق المخرج الراحل. والثالث بعنوان "زمن تحية كاريوكا" للكاتب الصحفي طارق الشناوي.
الكتب الثلاثة هي اضافة للمكتبة السينمائية في القاء الضوء علي الفنانين الثلاثة ومسيرتهم في كيفية الوصول للقمة.. من يقرأ الكتب الثلاث يتعلم دروساً لا يتعلمها في محراب جامعة أو مدرسة.!!
لأول مرة يتعرض مهرجان الأقصر الأفريقي في تعذر عرض عدد من أفلامه في المهرجان بسبب إما سوء آلة العرض.. أو عدم ملائمة نسخة الفيلم للآلة.. أو لرداءة نسخة لفيلم نفسه.. حدث ما حدث في اليوم الأول من عروض المهرجان.. وان كان هذا عيب يتحمله أصحاب الأفلام وقاعة العرض.. ولكن في المجمل العتاب سيتوجه دائما للمهرجان.
كان من الممكن أن لا يشعر أحد بالمشكلة.. ولكن كان هناك فيلمان هامان الأول فيلم الافتتاح المغربي "ضربة في الرأس".. والفيلم المصري "مولانا" والذي شهد تدفق الجمهور الأقصري لمشاهدة الفيلم فكان أحد أسباب الاهتمام بالمشكلة من الناحية الاعلامية في حضور بطل ومخرج الفيلم مع عدد من الضيوف والنجوم حيث توقف عرض الفيلم قرابة العشر مرات مما اضطر عدد من الجمهور لأن ينسحب وذلك قبل أن تعلن ادارة المهرجان عن عدم تكملة العرض وتأجيل عرض تلك الأفلام في أحد أيام المهرجان.
يظل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هو أهم مهرجان سينمائي في مصر.. فهو القناة الفنية الوحيدة التي تربط مصر بأفريقيا.. وهي همزة التواصل مع القارة الأفريقية الأم.. ويجب الحفاظ عليه لأننا في مصر نفتقد لغة تواصل مع الأفارقة.. ولغة السياسة ليست كافية كما انها لا تربط بين الشعوب مثل الثقافة والفن!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف