لقد سبق وقلت هنا إنه ليس مطلوبًا منا أن ننشر كيف يعيش معظم الصحفيين فى ظل تدنى المرتبات سواء قبل تعويم الجنيه أو بعده، ولا مطالبين بأن نحكى كيف يعيش الزملاء الذين تقاعدوا مع معاش تافه لا يتعدى 1300 جنيه، المطلوب اليوم بعد انتخاب نقيب جديد لنقابة الصحفيين أن نعمل وبشكل جاد وحاسم وسريع على حل مشاكل: الأجور، والمعاشات، والعلاج، وصندوق التكافل، والإسكان، وقوانين: المهنة، والنقابة، والمعلومات.
المجلس الحالى، بنقيبه وأعضائه الجدد، يجب أن يضع صوب أعينه، كما سبق وقلنا، إن الصحفيين هم الذين يشكلون ويحركون الرأى العام فى هذا البلد، وهم ركن أساسى ومحورى فى آلية صناعة القرار، فهم الذين يصنعون النخب الفاسدة والجيدة، كما أن الصحافة هى التى تكشف السلبيات والفساد والجريمة وتحاربها، وهى التى تساند المظلوم والمقهور والعاجز، هى التى تنقل القبيح والجميل والردىء والجيد، هى مرآة المجتمع، هى القاطرة التى تجر المجتمع إلى حياة أفضل، هى التى تتحمل عبء الحريات، والتعددية، والديمقراطية، وأن يعلموا جيدا أن البلدان التى تقيد فيها الصحافة يدخل مواطنوها السجون، وتوزع موارد بلادهم على الحاكم وبطانته، ويعم فيها الفقر، والجهل، والتخلف، عندما يتحول الصحفى إلى بوق للحاكم يضيع الوطن والمواطن.
بعد أن تؤمنوا بهذا جيدا قارنوا بين المميزات التى تخصص لبعض أصحاب المهن الأخرى بالمقارنة بالصحفيين، وستكتشف ببساطة ان هناك ظلمًا بينًا يقع على الصحفيين، خاصة فى المرتبات، والمعاش عند التقاعد، والخدمات المقدمة مثل العلاج وغيرها، وبمقارنة بسيطة بين الصحفيين، والقضاة، والدبلوماسيين، والوزراء، والمحافظين، والشرطة، وأساتذة الجامعة، والجيش، نكتشف أن الدولة تقدم لهم ما يجعلهم يعيشون حياة كريمة، مرتبات مرتفعة تكفيه الإنفاق والعيش هو وأسرته بشكل محترم ويليق بمكانته ومهنته، وتقدم له المسكن اللائق والمحترم فى أماكن تليق به وبمكانته، وتعالجه فى أفضل المستشفيات، هذا بخلاف الخدمات التى تقدمها له بشكل مجانى أو بتخفيض كبير، وعندما يتقاعد أحدهم يصرف معاش يكفيه هو وأسرته.
الصحفى ينفق فى بداية حياته على مهنته، وبعد تعيينه يتقاضى راتبًا لا يكفى المواصلات، يعيش طوال حياته المهنية يحارب من أجل توفير احتياجات أسرته، وعندما يتقاعد مطالب بأن يعيش بملاليم المعاشات، بـ 500 وبـ ألف جنيه فى الشهر، فى الوقت الذى تصرف فيه الدولة معاشات مرتفعة لبعض الفئات، مثل القضاة، والجيش، الدبلوماسيين، أساتذة الجامعة، الشرطة، الوزراء.
الصحفيون فى حاجة إلى مجلس نقابة يعمل على تصحيح أخطاء المجالس السابقة، وأن يعيد للصحفيين حقوقهم المادية والأدبية، كما يحتاجون إلى مجلس ينقذ صناعة الصحافة الورقية من الانهيار، هل سيحقق المجلس الحالى هذا أم سيغرق فى خلافات شخصية، وأجندات سياسية، وبطولات وهمية؟
استدراك: على أعضاء المجلس أن يتذكروا جيدًا: إن النقابة ليست مقرًا لحزب سياسى، وإن الصحفيين انتخبوكم لكى تخدموا على مصالحهم المادية والأدبية.