المساء
ايمن عبد الجواد
عبدالناصر.. والتعليم!!
قضية ـ أو أزمة ـ التعليم ليست في المجانية أو عبدالناصر كما قال وزير الصحة ثم اعتذر عما أسماه تحريف تصريحاته ولكنها في الاهمال الذي ضرب كل عناصر العملية التعليمية علي مدار عقود. ليتحول التعليم من قاطرة للتنمية الي وسيلة للهدم والفشل والتراجع في كل مناحي حياتنا.
كل العوامل اتفقت وتكالبت علي التعليم وضربته في مقتل بدءا من اهمال الأنظمة المتعاقبة لأهمية وقيمة ودور التعليم في قيادة الأمة سواء بقصد وسوء نية أو بجهل وعدم ادراك.. وانتهاء بالسخرية من المعلم العمود الفقري للعملية التعليمية.
الأعمال الفنية لعبت دورا مؤثرا في تشويه صورة المعلم.. من الأستاذ غزال "نجيب الريحاني" الي الأستاذ مبروك أبو العلمين حمودة "محمد هنيدي" وبينهما فريق "مدرسة المشاغبين" عادل امام وأحمد زكي وسعيد صالح والناظر حسن مصطفي وغيرها من الأعمال التي أبدعت في السخرية من مربي الأجيال الذي كاد أن يكون رسولا.
الذي تفاجأ من خروج مصر مؤخرا من معيار جودة التعليم العالمي مثله مثل من استقل القطار الخاطيء ثم عبر عن مفاجأته من عدم وصوله للمحطة التي يريدها. فكل المقدمات كانت تؤكد أننا سنصل لا محالة الي هذا المصير وتلك النتيجة.
"عبدالناصر" لا ينتظر ـ ولن يفيده ـ اعتذار وتبرير الوزير.. كما انه لم يكن ملاكا مثلما يردد البعض وفي عهده ـ مثل كل العهود ـ الكثير من الملاحظات والأخطاء لكنه أدي ما عليه في فترة شديدة الخصوصية والتعقيد. وعلينا أن نؤدي نحن أيضا ما علينا بدلا من توجيه اللوم اليه بعد رحيله بنصف قرن.
ہ ہ ہ
أسودت الدنيا في عين الأم وهي تقرأ خطاب فصل ابنها الصغير من المدرسة. وجاء فيه أنه تلميذ فاشل والأفضل له وللمدرسة أن يبحثوا له عن أي حرفة لأن استمراره في التعليم بمثابة اضاعة الوقت.
وبعد أن ذهبت الصدمة عن الأم قررت قبول التحدي وتوجهت به الي مدرسة أخري وكانت المفاجأة أن حال ابنها تغير مائة وثمانين درجة بعد أن اكتشف معلمه الجديد نقاط الضعف والقوة لدي تلميذه الوافد وبدأ يتعامل معه بشكل علمي وتربوي ليصبح من أنبه وأنبغ تلاميذ المدرسة.
هي أدركت بحسها كأم ان "المعلم" كلمة السر وليتنا ندرك كدولة أنه لا مجال ـ أو أمل ـ في تطوير العملية التعليمية الا بالنهوض بأحوال المدرسين ولو أنفقنا مئات المليارات علي تحديث المدارس والمناهج لأننا لن نستورد مدرسين من الخارج وسيبقي المعلم هو نقطة القوة أو الضعف.
بالمناسبة.. التلميذ الفاشل الذي غيرت الأم مساره ومسار البشرية كلها هو "ألبرت أينشتاين" أعظم علماء التاريخ!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف