جلال دويدار
لا تقدم ولا مستقبل دون إحصائيات؟
كلنا نعلم وندرك وفي مقدمتنا كل شعوب العالم المتقدم أهمية الإيمان بحتمية الاستناد إلي الإحصائيات الدقيقة للتخطيط لكل مجالات الحياة. ليس من بديل لهذه الوسيلة المدعمة بلغة الأرقام التي لا تكذب لرسم السياسات السليمة لحياة ومستقبل أفضل. لابد من تعاون وتجاوب كل أفراد الشعب في إعداد وتشكيل هذه المنظومة من خلال توفير البيانات الصحيحة حتي يمكن استخدامها في تحقيق الأهداف والآمال والتطلعات.
كل دول العالم المتقدم أقامت قاعدة نهضتها ورخائها من خلال اعتمادها علي هذه الإحصائيات. إنها تستخدمها في تحديد الاحتياجات المطلوبة للمرحلة التي يعيشها الجيل الذي يتم جمعها في وجوده وكذلك لمراحل رسم المستقبل للأجيال القادمة. واجب أي مواطن يهمه صالح وطنه وأسرته وأولاده أن يقدم البيانات الصحيحة المطلوبة عند القيام بهذه الإحصائيات من جانب الأجهزة المعنية ضمانا لتحقيق ما يرجوه ويتمناه لحياته وحياة ذويه في وجوده وعدم وجوده بعد عمر طويل.
ليس هناك ما يمنع واستنادا إلي حماية القانون من إبداء التعاون الشفاف مع مندوبي حملات الإحصاء باعتبار أن كل المعلومات التي يقدمها هي لصالح توفير الحياة الكريمة له والمستقرة لوطنه. علي كل مواطن أن يضع نصب عينيه وهو يوافي هذا المندوب بما هو مطلوب منه من بيانات أنه ومن خلال تجميعها وتدوينها يمكن لأجهزة التخطيط في الدولة تحديد المسارات السليمة للحياة المختلفة حاليا ومستقبلا.
إن تزويد مندوبي الإحصاء بهذه المعلومات والبيانات الصحيحة هي السبيل لمواجهة النقص في المتطلبات أو أي خلل يعاني منه أي جهة أو جهاز يتعامل مع المواطن. لا مجال ولا صحة علي الإطلاق لما يتم ترويجه من مزاعم سوي انها تجسيد للجهل أو سوء النية كي لا تقوم الدولة بمسئولياتها علي الوجه الصحيح.
حول هذه القضية الغاية في الأهمية فإن لا أمل لمصر في تحقيق تطلعاتها نحو النهوض والتقدم.. دون أن يكون هناك وعي حقيقي من جانب جموع المواطنين بضرورة التعاون مع حملات التعداد والإحصاء التي يقوم بها جهاز التعبئة والإحصاء حاليا. إنها تدخل في إطار الدور الذي يقوم به لمساعدة الدولة في التخطيط لصورة المستقبل الذي يتمناه كل مصري له ولأولاده وأحفاده وذويه. إن إنجازات هذا الجهاز وخبرة ومصداقية وتفاني القائمين عليه في خدمة مصر بقيادة رئيسه المخضرم أبوبكر الجندي يستحق الاشادة والتعاون وتقديم كل مساندة له لإنجاح مهمته الجسيمة.
بمناسبة البدء في عملية الإحصاء والتعداد التي يقوم بها هذا الجهاز القائم بهذه المسئولية منذ عقود طويلة.. حرص اللواء المتحمس النشط الخبير أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء علي دعوة مجموعة من رؤساء التحرير والكتاب إلي لقاء لإطلاعهم علي الخطوات التي بدأت في هذا الشأن. المفروض أن تنتهي هذه المهمة في أغسطس المقبل بإعلان محصلة نتائج وجهود القوة العاملة والضاربة في تحقيق هذا الإنجاز ويصل عددها إلي حوالي ٥٠ ألف فرد.
في هذا اللقاء تم اطلاعنا علي غرف العمليات المجهزة بأحدث أجهزة الحاسب الآلي والتي تتولي الإشراف ومتابعة مراحل إتمام الحصول علي المعلومات وتصنيفها ثم تجميعها بعد التدقيق في بياناتها والقيام بعملية التعداد يجري ولأول مرة الكترونيا.
حرص اللواء الجندي علي أن يؤكد علي الدور المهم الذي يقوم به جهاز التعبئة والإحصاء لصالح التنمية. يتم هذا العمل من خلال تزويد أجهزة الدولة بكل احتياجاتها من المعلومات لرسم سياساتها وتنفيذ مشروعاتها لصالح مسيرة النهوض والتقدم. أكد علي أن المعلومات التي يوفرها الجهاز تحظي بالثقة علي كل المستويات داخليا وخارجيا.