زياد السحار
حتي لا يخسر وزير التموين "الجولة" الجديدة
في محاولته مع أصحاب المخابز لإصلاح منظومة الدعم ولا أقول معركته نرجو أن يكون وزير التموين الدكتور علي المصيلحي قد خسر الجولة الأولي فقط. وألا تكون "مافيا" نهب الدعم قد فازت عليه بالضربة القاضية من أول جولة!
وقد كان كل حريص علي مال الشعب يأمل أن يستعد هذا الوزير القديم الجديد لهذه المباراة جيداً ولا يأتي فاتحاً ذراعيه علي طريقة الملاكم محمد علي كلاي رحمه الله حتي لا توجه له لكمة التهديد بثورة الخبز أو الجياع لكي تجبر الحكومة بأسرها لإغلاق هذا الملف الشائك. وتظل تؤمن مثل كل الحكومات السابقة بالمثل الشائع "أعط العيش لخبازه ولو أكل نصفه".
فلا شك أن منظومة توزيع الخبز تواجه مشكلات عديدة لابد أن يبحثها الوزير جيداً قبل أن يتخذ إجراءات جديدة حتي ولو استطاع كما صرح بأن الوزارة ستنتهي من مراجعة قواعد البيانات الخاصة بالمنظومة وتحويل البطاقات الورقية إلي إلكترونية بنهاية شهر مارس الحالي وكذلك تحديث بيانات الصرف يومياً من خلال كروت مؤمنة وشبكة معلومات سليمة.
ولا يجب ونحن نسعي لمواجهة الفاسدين أن نكون متحاملين علي كل أصحاب المخابز بقناعة كما صرح رئيس شعبة المخابز إنهم من المصريين الوطنيين الشرفاء الذين يؤدون مهمة قومية بالمساهمة في توفير الخبز لشعب يعتمد غالبيته بنسبة كبيرة في غذائه علي الخبز لسد جوعه حتي إنهم يطلقون عليه رغيف العيش. وهؤلاء يعتبرون أنفسهم أصحاب قضية عادلة رغم كل ما يوجه لهم من اتهامات منذ زمن بيع أجولة الدقيق المدعم بعيداً عن المخابز بالسعر الحر حتي جاءت منظومة الكارت الذكي لتحاول تقليص نسبة الدقيق الفاقد ولا أقول المسروق لأنهم كما أكدوا لا يتحصَّلون علي أرباحهم المجزية العادلة لأن الوزارة تغمض أعينها دائماً عن التكلفة الحقيقية في عملية الإنتاج علي أرض الواقع بعيداً عن الحسابات النظرية القاصرة.
***
وليت الوزير علي المصيلحي قبل أن يتخذ قراراته الأخيرة قد شاهد فيلم زميله النائب المخرج خالد يوسف "كلمني شكراً" الذي يتناول في أحد مشاهده مشكلة توزيع الخبز في منطقة عشوائية وواقعة الاعتداء علي الفنانة شويكار أم الشاب "إبراهيم توشكي" وهي تلتمس من البائع في الفرن أن يستثنيها من طابور العيش لأنها نريد خمسة أرغفة فقط.
وعندما يتعاطف الأهالي معها ويوجهون الاتهامات لصاحب المخبز الملتحي "المعلم عرابي" الممثل صبري فواز بأنه يسرق الدقيق المدعم.. رد عليهم ببجاحة شديدة قائلاً: إن الحكومة تعرف إنه يسرق الدقيق ولا تستطيع أن تفعل شيئاً وتغمض أعينها لأنه لو قام بخبز كل الدقيق المصروف له سوف يخسر.. وإنه يبيع الدقيق خارج المخبز ليغطي تكلفة أسعار السولار وأجور يومية العمال والخميرة والمياه وغيرها من لوازم عملية إنتاح الخبز وكلها لا تدرجها الحكومة في حسبة التعامل مع أصحاب المخابز.
وللأمانة فإن ما قاله "المعلم عرابي" رغم استخدام لحيته في خداع الناس صحيح وهو ما بحت فيه أصوات المسئولين جميعاً في شعبة صناعة الخبز ولا يزالون كما كشفت ذلك كل البرامج الفضائية في أزمة الخبز مؤخراً.. وهو ما يجب أن يتنبه له جيداً وزير التموين قبل أن يدخل الجولة الثانية له مع أصحاب المخابز الشهر القادم بعد الانتهاء من مراجعة قواعد البيانات في المنظومة.
وأتصور أن الوزير الأسبق الدكتور خالد حنفي قد استبدل عملية بيع الدقيق المدعم خارج المخبز. بمنح أصحاب المخابز هذا "الكارت الذهبي" الذي حاول الوزير مصيلحي تقليصه من 2000 رغيف لكل مخبز إلي 500 رغيف فقط معتقداً أنه بذلك سيوفر دعماً يغطي 6 ملايين رغيف.
أعتقد أيضاً أنه لو ظل الوزير مصراً علي أن هذا الكارت الذهبي هو بوابة سرقة الدعم فسيكون معانداً ومجافياً للحقيقة.. والأفضل له وللحكومة أن يجلس بعقل وقلب مفتوح مع أصحاب المخابز الشرفاء يواجه الحقيقة كاملة بكل أبعاد المشكلة. ويضمن لهم أرباحاً عادلة ومجزية حتي ولو استخدم كل مهاراته التكنولوجية في كبح جماح الجشعين والفاسدين من أصحاب المخابز الذين يريدون إبقاء الوضع علي ما هو عليه.
***
وتبقي في النهاية المعالجات السياسية والدراسات الواقعية بعيداً عن التصريحات العنترية لأن المواطن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة لم يعد يحتمل أية هزات جديدة تضر بحياته المعيشية واحتياجاته اليومية!
***
عاشت وحدة الصحفيين
كل التحية والتقدير للزميل العزيز الأستاذ يحيي قلاش المنتهية مدته كنقيب للصحفيين وكذلك للنقيب الجديد الأستاذ عبدالمحسن سلامة وقد كانت كلمات كل منهما عقب إعلان نتيجة الانتخابات تؤكد رُقي وسمو مهنة الصحافة العريقة كرسالة لحرية التعبير والتنوير في المجتمع بغض النظر عن القائمين بدورها.
احترام قلاش لإرادة الجمعية العمومية ووضع نفسه رهن إشارة الجماعة الصحفية. وترحيب سلامة وإعلانه استعانته بالنقيب السابق بحكم خبرته.. كان مشهداً مهيباً لا نملك معه جميعاً سوي أن نردد عاشت وحدة الصحفيين من أجل مصالح الشعب المصري العظيم.