كلام غريب.. وأخبار تنرفز اقرأها في الصحف هذه الأيام بخصوص التأمين الصحي الشامل الإجباري.. وللنهوض بالتعليم.. هذه المواضيع الغاية في الأهمية قتلت بحثا ودراسة منذ سنوات طويلة ووصل المسئولون القدامي إلي حلول رائعة مع الاسترشاد بما فعلته دول العالم المختلفة.. ومع ذلك نقرأ في الصحف كل يوم كلاما غريبا عن حكاية التأمين الصحي الشامل وكأن الدولة ستغرق في بحر بلا سفينة!! رغم ان الموضوع بسيط جدا ودراساته وتطبيقها حدثت منذ سنوات طويلة جدا وفي منتهي النجاح!!
يقولون في الصحف ان التأمين الصحي سيكلف الدولة كذا مليار جنيه!! كلام غريب!! التأمين الصحي سيوفر علي الدولة كل ميزانية وزارة الصحة!! تصوروا.. وهذا معناه ان الوزارة ليس لديها فكرة عن المشروع نفسه.. بل الوزارة لا تعرف يعني ايه "تأمين".. تأمين ليس معناه علاجا مجانيا كما يظن البعض معناه مثل التأمين علي الحياة والتأمين علي السيارة والتأمين علي مصنع أو شركة أو أي شيء.. شركة التأمين تأخذ قسطا بسيطا جدا كل شهر مقابل العلاج وايضا وبنفس منطق التأمين علي سيارة أو مبني أو مصنع إذا حدث له حريق تقوم الشركة بإصلاحه وإعادة تشغيل المصانع كما كان.
نفس الحكاية.. التأمين علي الحياة معناه خصم نسبة معينة من مرتب كل شخص موظفا كان أو قطاع خاص أو بواب أو كناس في الشارع تابع لشركة أو حي أو أي هيئة.. كل شخص له مرتب يدفع نسبة معينة من مرتبه.. النسبة العالمية في كل دول أوروبا وغيرها 12% أي شخص يتم خصم الـ 12% من مرتب المنتج.. لن تنتظر شركات التأمين طوابير الناس.. شركات التأمين تقبض من الحكومة والشركات والهيئات مباشرة وبطريقة آلية شهرية دائمة.
***
وتضحك حينما تقرأ في الصحف ان الحكومة ستدفع النسبة المطلوبة لأصحاب الدخل الصغير!! هذا يدل علي جهل غريب بفلسفة التأمين.. مطلوب نسبة 12% فقط من الملياردير ومن الكناس أو من البواب.. الشخص الذي يقبض جنيها واحدا سيدفع 12 قرشا والشخص الذي يقبض مليونا يدفع الـ 12% أيضا وهذه فلسفة التأمين عموما.. وشركة التأمين مثل البنوك.. بل والشركات الضخمة هناك ما يسمي ديون ساقطة أو هامش خسائر.. هل أروي لكم قصة عاصرتها في باريس؟
***
ضابط مخابرات مصري جاء في مهمة لمدة 24 ساعة.. وقع علي الأرض فجأة في مبني السفارة.. في سرعة البرق سيارة اسعاف نقلته إلي المستشفي الأمريكي أكبر مستشفي في باريس واتضح انه يحتاج لعملية قلب مفتوح صرخ مستشار السفارة المرافق له.. هذا مجرد مسافر وطائرته بعد ساعات مطلوب علاج مؤقت سريع.. كان يقول هذا الكلام ومشرط الجراح يشق الصدر ويعالج القلب!! قالوا للمستشفي هذا المريض لا يخضع للتأمين.. ردوا عليه: مش مهم.. انقاذه أهم ارسل المستشفي فاتورة للسفارة بـ 60 ألف فرنك فرنسي - قبل اليورو - ودفعت المخابرات المصرية المبلغ مع الشكر!!
هذا هو التأمين.. وهناك كلام كتير آخر.. لو أراد وزير الصحة بحق دخول التاريخ.
***
هذا الفاكس السريع تلقيته من عم شاكر عبادة واحد من خير من عرفتهم في حياتي.. يقول فيه:
أمي.. عليك السلام
اليوم.. يحتفلون بعيد الأم.. وأنا ويجب أن يكون معي غيري نحتفل بعيدها ثلاثمائة وخمسة وستين يوما.. وربما ستة وستين كل أربع سنوات.. ليس معقولا.. ولا مقبولا ان نحتفل بها يوما واحد.. والرسول صلي الله عليه وسلم قال "الجنة.. تحت اقدام الأمهات".
يا كل أم لإنسان.. ويا كل أم ليتيم.. ويا كل أم لشهيد.. عليك السلام والتحية والاكرام.. إلي يوم يبعثون أمي.. وداعا.. وإلي لقاء.. في جنات النعيم
ابنك: شاكر عبادة القصبي
شكرا.. يا عم شاكر