محمد نور الدين
الرياضة المصرية.. "بطلان وعوار"..!!
تجردت الرياضة المصرية من سماتها الراقية. وأهدافها النبيلة.. واكتست بالمراوغة والتلاعب والانقسام.. خلت الساحة من التنافس الشريف والتسابق نحو الصالح العام.. وامتلأت بالصراعات والتصادمات والمشاجرات.. اختفت قيم النزاهة والالتزام.. وتحكمت أدوات العبث والتحايل.. توارت ملامح الوفاق والاستقرار.. وانتشرت قضايا البطلان والعوار وعدم الشرعية..!
لقد انتقلت الرياضة بكل عناصرها وهيئاتها إلي ساحات المحاكم .. ولم ينج ناد أو اتحاد رياضي من خلاف أو قضية.. بداية من النادي الأهلي.. الذي تعرض مجلسه للحل بسبب أخطاء الجهة الإدارية.. ولم يعد بمقدوره إجراء انتخابات جديدة في ظل غياب قانون الرياضة..!
في نادي الزمالك.. تعيق القضايا المتبادلة مسيرته وتهدد انطلاقه.. ويكفي انه محجوز علي أرصدته المالية.. والسبب اللوائح البالية والإجراءات العقيمة.. التي مازالت تتحكم وتسيطر دون تدخل حاسم للمعالجة من القائمين علي المسيرة الرياضية..!
نفس الحال.. تعاني منه معظم أندية مصر.. وأشهرها الترسانة والأوليمبي والاتحاد السكندري.. حيث يهددها البطلان والعوار القانوني.. نتيجة لقصور اللوائح.. وحرص هواة تعطيل المصالح علي اقامة الدعاوي.. وبث الخلافات وإحداث الوقيعة بين أبناء النادي الواحد..!
أما الاتحادات.. فحدث ولا حرج.. وآخرها اتحاد الكرة.. الذي أصر علي اقامة الانتخابات رغم الطعن في ذمم بعض مرشحيه.. وعدم إذعانه للأحكام القضائية.. ومخالفته الصريحة للإجراءات القانونية.. ليلقي في النهاية المصير المحتوم.. "الحل" وعدم الشرعية..!
بعيدا عن المحاكم.. تكتظ الساحة الرياضية بصراعات بين رؤساء الأندية.. وتبادل للقذف والسباب.. وتشهد كذلك معارك كلامية.. وتهديدا ووعيدا من جانب بعض قيادات الأندية.. ضد الحكام المخطئين.. وضد رجال الاتحاد أنفسهم.. الذين يتحاشون المواجهة خوفا وضعفا..!
كل هذا يحدث علي مرأي ومسمع من الوزير.. الذي يرفض التدخل الحاسم لوقف المهازل والصراعات.. مؤكدا انه ليس من مهامه تأديب الشتامين.. وطبعا معه الحق.. لكن في المقابل عليه الإدراك.. أن من أساس مهامه.. تطبيق اللوائح وإعمال القانون ضد كل من يعصف بالقيم ويخترق الأخلاق والمبادئ..!
ان الرياضة تسير نحو منعطف خطير يسئ لسمعتها ومكانتها.. وسوف يستمر انحدارها طالما بقي قانون الرياضة حبيس الأدراج.. ومادامت الجهة الإدارية تأبي التعديل والاصلاح.. وطالما الوزير يصر علي دبلوماسيته الهادئة.. التي لا تحقق تقدما.. ولا تمنع صداما.. ولا تحل خلافا.. ولا تردع مخطئا..!