الجمهورية
اللواء محمد الغباشي
الأسبوع الصعب والأمن القومي العربي
يشهد هذا الاسبوع من شهر مارس العديد من الذكريات التي مرت علينا منها ما هي سعيدة مثل تحرير طابا ومنها ذكريات سيئه مثل غزو العراق 2003 وبدء قصف ليبيا 2011 وغزوه الصناديق 2011 في 19 مارس 1989 رفع العلم المصري علي "طابا" بعد معركة دبلوماسية وقانونية خاضتها مصر يوم استرداد طابا وعودتها إلي أحضان الوطن الأم ورُفع علم مصر خفاقًا فوق أرض طابا معلنًا للعالم أجمع استرداد آخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة الكلية لمصر علي سيناء وتاكيد علي أن مصر لا تترك شبرًا من أراضيها لغيرها يفرض سيادته عليه.
وفي 20 مارس 2003 بدأت عملية غزو العراق من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد علي وجود جبهات داخلية في العراق متمثلة في الشيعة في جنوب العراق بزعامة رجال الدين والأكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98% من هذا الائتلاف وتسببت هذه الحرب بأكبر خسائر بشرية في المدنيين في تاريخ العراق وتاريخ عمليات الجيش الأمريكي في عدة عقود.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 سعت جماعة الإخوان منذ اليوم الاول لركوب الثورة والسيطرة علي مفاصل الدولة المصرية فيما شهدت الفترة التي سبقت الاستفتاء حشدًا هائلا من جانب تيار الإسلام السياسي للتصويت بنعم علي التعديلات الدستورية وتحت شعارات براقة بالاستقرار رَوَّج بشكل لبطاقة الاستفتاء "من يوافق بالاخضر ومن يرفض بالاسود" والوعدپبالجنة والنار في استفتاء 19 مارس بما سمي "غزوة الصناديق".
وفي 19 مارس 2011 اعطي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره للقوات الأمريكية ببدء عمل عسكري ضد ليبيا كما أعلنت فرنسا أن طائراتها شنت هجمات تمكنت خلالها من تدمير مواقع تابعه للكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي.
بينما دخلت الحرب في سوريا الأسبوع الحالي عامها السادس خلفت الحرب أكثر من 320 ألف قتيل ومليون جريح وملايين المهجرين وفي هذه الذكري أطلقت منظمتا العفو الدولية و¢هانديكاب إنترناشونال¢ الأربعاء حملتين منفصلتين من أجل ¢وقف المجزرة.
وعلي مدي ست سنوات من الحرب الدامية فشلت كل المبادرات في التوصل الي حل للنزاع واصطدمت خصوصا بتعنت طرفي النزاع بين إصرار المعارضة علي بحث الانتقال السياسي من دون دور للرئيس السوري بشار الأسد وإصرار النظام علي ¢أولوية¢ مكافحة الإرهاب.
وطوال ست سنوات. تحول النزاع في سوريا إلي حرب متعددة الأطراف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم إيرانيون ولبنانيون وعراقيون إلي الفصائل المعارضة والإسلامية المدعومة من تركيا ودول الخليج. وصولاً إلي الأكراد الذين يحلمون باستقلال ذاتي. وأخيراً الجهاديين وعلي رأسهم تنظيم ¢الدولة الإسلامية¢ المعروف باعتداءاته الوحشية. والبداية كانت في مارس 2011 انطلقت تحت شعار ¢الحرية والعدالة والكرامة¢ مظاهرات حاشدة في عدة مدن سورية وقامت قوات الأمن السورية باعتقال المتظاهرين.پ
وعلي الصعيد الدولي انقسمت ردود الأفعال فإيران وروسيا والصين ساندت نظام بشار الأسد في حين دعمت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا المعارضة السورية وعلي رأسها الجيش السوري الحر.
وفي ظل الأزمة المستمرة. تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل الي تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي في أستانا في الوقت الذي تري فيه پروسيا أنه أصبح من الضروري ضم مصر إلي مجموعة الوسطاء الثلاث. التي تتألف من روسيا. إيران وتركيا للمشاركة في التسوية السورية.
پان التأمل في احداث الاسبوع يستحق الدراسة بين الانتصار وتحقيق الارادة واستعادة الارض طابا 1989 وبعدها باربع سنوات 2003پبدء غزو العراق وكشف زيف الادعاءات بتحقيق الديمقراطية پنهاية بما سمي بالربيع العربي في مصر وسوريا وليبيا يستحق ان نهتم بالحفاظ عليپالامن القومي للامة العربية مع تحقيق حد ادني من التوافق العربي العربي وحفاظا علي وحدة وسلامة الامة العربية.
حفظ الله مصرپ
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف