بدأت كتابة زاوية «تماهى» فى صحيفة «التحرير» قبل عام كامل بالتمام والكمال، قلت فيه كثيرًا، وتعلَّمت فيه كثيرًا أيضًا، ضربت فى كل اتجاه، من الانتخابات الرئاسية وحتى الأدعية الدينية، مرورًا بالثقافة والفن وأحوال الإعلام، وتهويمات الفلسفة والتأملات الذاتية أيضًا.
اليوم، أشعر أن رسالتى فى «التحرير» انتهت، ولم يعد لدىّ ما أضيفه، لذلك أستأذنكم فى فترة توقُّف قد تطول، لكننى لن أتوقف عن قراءة الصحيفة، ومتابعة تعليقات القراء الأعزاء، وهى أول وأهم واجب كنت أبدأ به يومى كل صباح.
لقد ناقشنى فى مقال «تماهى» سياسيون ومثقفون وإعلاميون، غضب بعضهم مما أكتب، وأشاد البعض الآخر، لكنك أنت يا عزيزى القارئ ظللت مرجعيتى ومؤشرى، فأنا لا أعمل لدى أحد سواك، ولا أنتظر مكافأتى من غيرك.
لا أعرف خطوتى التالية بعد التوقُّف، ولم أحدِّد موعدًا لاستئناف التواصل معكم عبر هذا المنبر المحترم، لكننى لن أذهب بعيدًا، سأظل معكم فى موقع القارئ والمتابع، وقد نجد صيغة جديدة للنقاش والتفاعل فى ما بيننا، فالوطن يحتاج إلى الحوار، والتفكير، لبناء جسور من الفهم والثقة والتوافق، نعبر عليها من صحراء الأزمات إلى واحة المستقبل المأمول.
لن أزعجكم فى مقالى الأخير بالحديث فى المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تثقل كاهل مصر، أريده مصافحة ود، وصيغة وعد أتعهَّد فيها بلقاء متجدّد أكثر ارتباطًا لحياتنا، وأكثر إفادة لمستقبل إخوتنا وأولادنا، وأكثر إضافة وإثراء لخير بلدنا.
أدام الله بيننا الود.
أعاننا على حفظ العهد.
والوفاء بالوعد.
ألقاكم دائمًا على جميل الأمل، وحسن العمل.
عاش الشعب المصرى حرًّا كريمًا.
عاشت مصر عزيزة أبيَّة.
ناضرةً.
زاهرةً.
مستقرّة.