عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. شقق.. أم محلات بقالة؟
أثار ما كتبته هنا شجن الكثيرين ـ عن المساكن سابقة التجهيزـ إلا الحكومة، وإلا وزارة قطاع الأعمال.. فيما تمضى فيه الدولة فى تصفية الشركة الأساسية للبناء بهذا الأسلوب، توفيراً للوقت وللمال أيضاً.
وقد وصلتنى رسالة طيبة من الزميل مجدى شوقى رئيس قسم التصوير الصحفى بجريدة الوفد.. وهو متابع ممتاز لما يكتب.. ويعقب على ما كتبته فى هذا الموضوع ـ دعنا ننشرها لأن فيها المزيد.. ومن الاقتراحات الإيجابية.. تقول الرسالة:
أعجبت بمقالك المنشور يوم الأربعاء فى جريدة الوفد بعنوان: «المبانى الجاهزة.. لحل مشكلة الإسكان». وأضيف الى ما ذكرته بعض المشاكل والحلول، فعلى سبيل المثال: لماذا لا تقام مصانع مساكن سابقة التجهيز فى الصحراء بالقرب من مصانع الأسمنت كمصنع السويس بطريق السخنة ومصنع اسمنت سيناء ومصانع أسمنت الصعيد، لتوفير عمليات نقل مستلزمات البناء من الأسمنت والرمل والزلط والحديد وفتح مناطق جذب للعمالة والاستثمارات وكانت توجد شركة أعتقد «النصر للمبانى سابقة التجهيز» رائدة فى ذلك المجال، هذه المصانع تنتج المبانى بمواصفات مطابقة وبعيداً عن نظام المقاولة من الباطن التى تؤدى الى مبانٍ غير مطابقة للمواصفات وكود المبانى، ومثال ذلك ما حدث من بناء مساكن فى القطامية خلف الجولف غير مطابقة وكانت جاهزة للتسليم لحاجزى الوحدات واكتشفوا عيوباً فى التسليح ولم تهدم حتى الآن وتم إهدار ملايين الجنيهات عليها ولم يحاسب عليها أى شخص للآن واستولى عليها ساكنو الزلزال بالقطامية بوضع اليد وتوصيل مرافق كهرباء ومياه وصرف بشكل عشوائى مما يهدد بكارثة واذا فكرت الحكومة فى اخلائها سيطالب المقيمون بها بمساكن بديلة رغم انهم ليسوا أصحاب حق.
وقامت الدولة ببناء بعض الوحدات سابقة التجهيز فى مساكن الزلزال والنصر والمحمودية بالقطامية «التجمع الثالث» ولكن العجيب ان اصحاب الدور الأرضى باعوا هذه الشقق السكنية لأصحاب محلات بمبلغ تعدى «350» الف جنيه وقاموا بفتح ابواب محلات بهذه الشقق السكنية دون تحرك الجهاز نحو هذه الفئة وبرغم وجود محلات مغلقة بدون مزاد أو بيع منذ أكثر من «25 سنة» تابعة للجهاز وغير مستغلة وهذا إهدار للمال العام لا تتحرك الأجهزة المعنية الا وقت حدوث كارثة مع العلم بأن أصحاب المحلات هذه يحاسبهم الجهاز على استهلاك المياه والكهرباء والصرف الصحى على انها شقق سكنية وليس "نشاط تجاري" فى الأساس ونحن نعانى من أزمة شقق للسكن.
لماذا لا توجد مواد بناء الحواجز من اسمنت وزلط ورمل وحديد المقامة على الطرق السريعة الى تنفيذ مساكن سابقة التجهيز بدلاً من إهدار المال العام ويتم زرع أشجار صحراوية تروى بماء الصرف الصحى المعالج تفيد فى تنقية الهواء وتعمل كمصدات للأتربة على الطرق الصحراوية وحزام أخضر حول المدن الجديدة الصحراوية.
وعلى ذلك سوف يستفيد قطاع المقاولات من فكرة إنشاء مصانع «مبانى سابقة التجهيز» بزيادة دخله وسرعة تنفيذ الإنشاءات السكنية، توفيراً للوقت والمال وخلق فرص عمل جديدة لآلاف الشباب العاطل وإلغاء أو القضاء على فكرة المقاولات من الباطن التى تؤدى الى إنشاءات غير مطابقة للمواصفات نتيجة توفير فى مواد البناء من أجل الربح.
<< وأتمنى هنا أن تتنبه الدولة الى موضوعين، الأول: مساكن القطامية غير المطابقة.. والثانى: مشكلة تحويل سكان الأدوار الأرضية شققهم الى محلات و دكاكين.. وهى ليست فقط فى القطامية، بل فى حلوان وشبرا الخيمة ومدينة نصر وشارع جامعة الدول العربية بالجيزة وهى قضايا تستحق اتخاذ إجراء حاسم للحد منها.