عثمان الدلنجاوى
الإسلام الأكثر انتشاراً..!
"الإرهاب الإسلامي المتطرف" عبارة قالها ترامب أمام الكونجرس الأمريكي بطريقة تأكيد غير عادية كما تقول صحيفة نيويورك تايمز. وقد ثار بسببها خلاف بين مستشاري الرئيس الأمريكي.. الأخطر من ذلك أن سباستيان غوركا الذي يقود الجناح المتشدد داخل البيت الأبيض يري أن الإسلام وليس الإرهاب هو أساس مشاكل الولايات المتحدة والعالم الغربي.. ولا يقلل من غلوائه ما قاله الجنرال إتش ماكماستر قائد الجناح الجمهوري المعتدل بضرورة إعلان عدو معين مثل داعش. ذلك التنظيم الذي تتجه أصابع الاتهام إلي دول وأجهزة مخابرات غربية في صناعته. فبحسب ما ذكره موقع "فيترانز توادي" فإن أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم ليس إلا عميلاً للموساد الإسرائيلي. ناهيك عما تردد من معلومات في مواقع ووسائل إعلام بشأن الهويات الحقيقية والخلفيات المروعة لعدد من قادة ذلك التنظيم.. وهو الأمر الذي أكدته تصريحات أدوارد سنودن مسرب تفاصيل برنامج التجسس التابع لوكالة الأمن القومي الأمريكية بأن تنظيم داعش ليس إلا نتاج خطة أمريكية إسرائيلية بريطانية هدفها تجميع أغلبية تكفيريي العالم داخل تنظيم واحد لنشر الفوضي والرعب في الشرق الأوسط وهدم الدول لتصبح لدي الغرب وإسرائيل فرصة أكبر وأسهل للسيطرة علي ثروات تلك المنطقة.. فإذا صح ذلك فلماذا إصرار ترامب وبعض رجاله علي وصم الإسلام بالإرهاب وما يستتبعه ذلك من احتمالات جر النقاش بين الأديان والمؤمنين بها من لغة التسامح والتعايش والتفكير المشترك إلي مربع المواجهة ونقل الخلافات والتباينات التي قد تقود لمعركة صدامية خسارتها مؤكدة علي البشرية جمعاء.
العلاقة بين الإسلام والغرب عادت إلي الأجواء العامة ليس في تصريحات ترامب ومستشاريه فقط بل في نتائج تقرير أصدره مركز بيو للأبحاث والاستطلاعات في واشنطن والذي أكد أن الإسلام هو الدين الأول انتشاراً في العالم. وأن عدو المسلمين سوف يزيد بنسبة 73% حيث عام 2050 وسيصبح الإسلام الدين الأكثر عدداً في العالم في 2070. وسيكون الأكثر انتشاراً نهاية القرن.
اعتمد التقرير علي تحليلات التغيير السكاني بين الأديان الرئيسية وعلي أن سكان العالم سيزيدون بنسبة 37% خلال هذه الفترة. وأنه إذا استمرت معدلات النمو علي هذه الوتيرة فسيفوق عدد المسلمين عدد المسيحيين في عام 2070. وذلك بسبب زيادة خصوبة المسلمين بمعدل 3.1 طفل لكل امرأة مقابل 2.3 طفل كل امرأة من باقي الأديان الأخري مجتمعة.. ولست أتصور أن زيادة أعداد المسلمين لو تحققت وتفوقت علي غيرهم سوف تضيف شيئاً لقوتهم إذا استمروا علي تأخرهم وتخلفهم الحضاري.. فهم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل.. وبمقارنة بسيطة بين المسلمين والانجيليين هناك ومدي تأثير كل منهما في معادلة الحكم نجد أن المجتمع العربي هناك متشرذم وسلبي جداً بينما الانجيليون متحدون مؤثرون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لدرجة أنهم هم من يقرون شخصية الرئيس بلا مبالغة. الأمر الذي يعني أن تحول الميزان الديموجرافي لصالح المسلمين مستقبلاً لن يضيف شيئاً للإسلام ولا للعرب.
دعوة المفكر الإسلامي ذي الجذور اللبنانية صافي قصقص في حواره للشروق الشهر الماضي إلي ضرورة التعايش بين المسلمين والمسيحيين ما دام الطرفان يشكلون أغلبية سكان الكرة الأرضية هي رسالة سلام نهديها إلي ترامب ورجاله حتي يكون العالم أكثر أمناً وتعاوناً ومحبة.