آخر ساعة
زكريا أبو حرام
ضـد التيار .. المجنونة والبشاير
الصدفة وحدها، ومفيش غير الصدفة،- فلست ممن يسترقون السمع، أو يتلصصون-، خلتني أتسمع لأطرف حوار دار بين اثنين من المخلوقات، بل قل أشهر اثنين في أيامنا هذه، المجنونة والبشاير، المجنونة الكل يعرفها، فلطالما ردد البائعون اسمها مقروناً بهذا الوصف، مجنونة يا طماطم، أما البشاير لمن لا يعرف أو يجهل حقيقة الصفات والأوصاف، هي أول نبته تخرج من الأرض، لأي صنف من أصناف الخضر أو الفاكهة، ويتم حصادها في بداية الموسم، لتباع بأسعار خيالية للمشتاقين والمتلهفين، وفي قصتنا هذه، البشاير هي البامية أعزكم الله، في بداية الحوار قالت الطماطم للبامية شفتي يا أختي اللي حصل، مكلمة في كل مكان مسموع ومقروء ومتشاف، البامية ردت، مكلمة عن إيه المرة دي، هي ناقصة دوشة ووجع دماغ، الطماطم بسرعة قالت بيتكلموا علينا أنا وأنت، قال أسعارنا ولعت، ومين قال مش عارف أعمل طبق سلطة، واللي قال بلاها بامية، البامية قالت الجهل خيبة، أنا مسمعتش الكلام ده، إنتي عارفة رقتي مش باستحمل دوشة المكلمنجية، بس طالما الكلام عن الأسعار، أقدر أحلل وأفتي زي أجدع ناشط، مش يا أختي كلهم محللين وفتايين ونشطاء، إشمعني أنا جات عليا، الطماطم وماله يا أختي وماله، حللي وافتي وانشطي، البامية أكيد كلامهم كله غلط في غلط، مش انتي مجنونة، والناس عارفة إنك مجنونة، إيه الجديد إن سعرك يزيد أسبوع ولا اتنين، وأنا بشاير، وكل الدنيا عارفة إنها كام يوم وأرطرط في السوق، وسعري يبقي في الأرض، الطماطم علي نفس الخط، صدقتي يا أختي دول بيتكلموا ويفتوا من برج عاجي، الغلابة اللي الأسعار زادت عليهم، واللي بيتكلموا عليهم، أساسا ميعرفوش يعني إيه طبق سلطة، هم قادرين ياكلوا عيش حاف، لما يدوروا يعملوا طبق سلطة، وأكيد البامية بشاير، ولاّ مش بشاير، ما يعرفوش طريقها، حد يجرؤ من الغلابة، يعمل طاجن بامية باللحمة الضاني، ولا حتي قرديحي، الطماطم تفتكري اتكلموا علينا، علشان يغطوا علي أسعار تانية، زادت في حتة تانية، البامية لا كده انتي بتتكلمي في السياسة، الطماطم يا أختي إنتي خايفة كده ليه، من كان منهم بلا خطيئة فليرمنا بحجر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف