تم اختيار مدينة الأقصر لتكون عاصمة الثقافة العربية لتعود الشعلة لمصر بعد 21 عاماً حيث كانت القاهرة أول عاصمة للثقافة العربية عام 1996 في تقليد جديد كانت أقرته اليونسكو بناء علي اقتراح المجموعة العربية في المنظمة في نفس العام علي غرار عاصمة الثقافة الأوروبية.
وبالفعل بدأت الاستعدادات وتم الإعلان عن تفاصيل الاحتفاء بهذا الحدث علي مدي 12 شهراً في مدينة الحضارة وكان من الأمور الطيبة أنهم تذكروا الموسيقي في احتفالاتهم وفي الافتتاح ونحمد الله أنه تم اعتبارها من فروع الثقافة.
ولكن للأسف جاءت نظرة المسئولين للثقافة الموسيقية المصرية متواضعة ومتجاهلة كل عناصر نهضتنا التي نتميز بها ومتجاهلة أيضاً تاريخ طويل من الكفاح في سبيل التقدم والتطور بالموسيقي بدأ في ثلاثينيات القرن الماضي عندما قدم يوسف جريس القصيد السيمفوني مصر.
ولن أثقل عليك عزيزي القارئ بل سوف أعقد مقارنة فرضها الحدث ولك الحكم فمنذ سنوات عندما كانت مدينتا أسوان والأقصر وآثار النوبة في بؤرة الأحداث بسبب نقل الآثار لإقامة مشروع السد العالي.
كان وزير الثقافة حينها د.ثروت عكاشة الذي يعود له الفضل في نهضتنا الثقافية الحديثة وبالطبع أقيمت عدة احتفالات بهذه المناسبة.. فماذا فعل قبل الحدث بفترة طويلة بدأ يكلف المؤلفين الموسيقيين المصريين بتأليف أعمال موسيقية تحمل اسم مصر بلغة عالمية فأبدع عزيز شوان القصيد السيمفوني أبوسمبل وبأمر منه عكف علي إبداع أوبرا أنس الوجود لتكون أول أوبرا عربية ولم تكن لدينا فرقة أوبرا وبشكل سريع بدأ يبحث عن كل المغنيين الذين يدرسون علي نفقتهم الخاصة لأنه لم يكن الكونسرفتوار اكتمل بناؤه وقدموا أوبرا لاترافياتا باللغة العربية ترجمة د.إبراهيم رفعت ثم استقدم أبنائنا الذين بعثهم لدراسة الباليه في روسيا ليقدموا عروضهم بين أحضان الآثار فعل هذا ليقول نحن بلاد متقدمة وليست الفنون العالمية ببعيدة وكما دخلنا عالم الرواية والقصة القصيرة والمسرحية التي سبقتونا إليها ونحن برعنا فيها أيضاً عالم الموسيقي العالمية والأوبرا والباليه لنا فيه وليس لدينا فقط مؤدين وإنما أيضاً مبدعون ولكن في هذه الأيام لا يري المسئولون أن لنا فضلاً إلا في عالم الأغنية المحدودة جداً ومع احترامي لكل الأسماء التي سوف تحي هذه الحفلات.
أقول بملء فمي هذه ليست مصر الآن ومصر بها عدد كبير من المؤلفين الموسيقيين تعزف أعمالهم في كل أنحاء المعمورة ولدينا قادة موسيقيين عالميين ولدينا فرق ونجوم وغناء وعزف تكتب عنهم كل صحف العالم لدينا دار أوبرا وفرق كاملة.