مصطفى عبد الله
الأقصر.. هل تعي درس صفاقس التونسية؟
هل تعي الأقصر درس صفاقس بعد أن تسلمت، قبل أيام، المشعل منها لتصبح عاصمة للثقافة العربية لعام 2017؟ وأنا أتأهب لمغادرة عاصمة الجنوب التونسي، متجهًا إلي تونس العاصمة لأستقل الطائرة عائدًا للقاهرة، سألني أحد منظمي احتفالية الختام التي اقتصرت علي حفل غنائي للمصرية »أنغام» والتونسي »صابر الرباعي» في عز البرد علي مسرح نصب في الهواء الطلق أمام »باب الديوان» المؤدي للمدينة العتيقة: تري.. هل ستتفوق الأقصر علي صفاقس؟ فكان ردي: تجربة تونس في تنظيم المهرجانات مشهود لها، ولكن دعني أستفسر منك: ماذا جري وأدي إلي خفوت فعاليات احتفاليتكم، وإحجام كثير من المثقفين التونسيين البارزين عنها؟ ولولا استضافة مدارس صفاقس وجامعتها لبعض الأنشطة ما شعر مخلوق بوجود شاعرين عربيين كبيرين مثل أدونيس، وأحمد عبد المعطي حجازي بينكم؟ ألا تلاحظ أن أدني جهد لم يبذل لدمجهما في مناشط العاصمة الثقافية؛ وأكاد أقول لولا اهتمام فردي من بعض أساتذة الجامعة والشعراء وشباب المثقفين ما تعرف هذان المبدعان الكبيران علي ملمح ثقافي في صفاقس، وهنا أشير لجهود منصف المزغني، منسق مشروع »فصول الشعر الأربعة، والدكتور حافظ جويعة أستاذ الحضارة، وابنه أيمن أستاذ الموسيقي، والناشر والناشط الثقافي أنيس الخليفي، والشاعرة سلوي بن رحومة التي لفتت قصائدها انتباه حجازي وغيره من الضيوف، وجهاد هماني التي خففت عن الضيوف كثيرًا بسعة صدرها وحرصها علي ألا يعودوا لبلادهم بأية انطباعات سلبية، والناقد الدكتور محمد آيت ميهوب الذي اهتم بضيوف بلاده، وكان أول تونسي يحضر للأقصر بدعوة من منظمة الألكسو ليلقي محاضرة عن محمود حسن إسماعيل فإذا به يبقي نحو ثلاث ساعات في مطار القاهرة كادت تؤدي إلي عدم تمكنه من اللحاق بالطائرة التي تقله إلي الأقصر!
أقول إن الأقصر وصفاقس بحاجة للكثير حتي تقدما أفضل صورة لعاصمة الثقافة العربية.