سأل رجل النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فقال: يا رسول الله أي الناس أحق بصحبتي؟.. قال: أمك.. قال ثم من؟.. قال أمك.. قال ثم من؟ قال أمك.. قال ثم من؟.. قال أبوك "صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم".
***
سعدت كثيراً بدعوة صديقي الفنان سعيد عثمان لحضور حفله الغنائي بمسرح معهد الموسيقي العربية.. رغم أن والدته ـ رحمها الله ـ لم يمر علي وفاتها سوي أسبوعين فقط بعد صراعها الطويل مع المرض.
لم أتقدم بواجب العزاء لسعيد إلا قبل الحفل بساعات قليلة لعدم معرفتي.. سألته: لماذا لم تؤجل الحفل؟.. قال: رأيتها في المنام تدعو لي.
امتلأت القاعة عن آخرها.. وتألق سعيد كعادته مع فرقته الموسيقية "شموع" بقيادة الموسيقار حسن فكري وأسعد جمهور الأوبرا "الذواقة" الذي أطلق عليه لقب "العندليب" لصوته القوي وإحساسه العالي بالكلمة التي يتغني بها بصوت عبدالحليم حافظ.
تغني سعيد بأجمل أغاني عبدالحليم حافظ: جانا الهوي.. كامل الأوصاف.. يا خلي القلب.. قولوله الحقيقة.. قل لي حاجة.. جبار.. زي الهوي..
إنساناً سعيد وفاة والدته ـ رحمها الله ـ وأسعدنا جميعاً إلي قبل نهاية حفله الغنائي.. لتخرج فرقته الموسيقية من المسرح.. وتخفت الإضاءة ليحتضن سعيد عودة ويتغني بـ "ست الحبايب" ويبكينا جميعاً ويبكي معنا.. ليذكر ويتذكر كل منا "ست الحبايب".
استطاع الفنان سعيد "الابن البار" أن نشاركه أحزانه.. كما أنه استطاع أن يجبر الجميع علي احترام مشاعره المرهفة ـ كفنان صادق وابن بار بوالدته ـ وأن يعبر بنا وبمشاعرنا لنغني معه لأمنا كلنا "مصر" يا أغلي اسم في الوجود ليتحول المسرح والقاعة إلي تظاهرة فنية في حب مصر..
***
احتفلنا بعيد الأم منذ أيام وكرمنا الأمهات المثاليات اللاتي ضحين ومازلن.. من أجل بناء الوطن بأجيال وأجيال يرفعون اسم مصر عالياً بين الأمم لتزهو وتتباهي بأبنائها.. لتظل دوماً محروسة بعناية الله رغم أنف أعدائها أعداء الحياة.