الجمهورية
الشيخ سعد الفقى
سلوك الداعية
بعد ثلاثة عقود مضت في العمل الدعوي. أجزم أن أثر الدعاه لا يتحقق بالكثرة. ولكن بما يقدمونه للناس وإن كانوا قلة. من خلال الأقوال المتوجة بالأعمال. مازلت أتذكر الأزمان الوارفة واليانعة. ففي مدينة المحلة الكبري المعروفة بأطيافها وتنوع ثقافاتها لا يمكن أن ننسي الدور البارز والملموس الذي لعبه الزاهد الورع الشيخ عبدالسلام أبوالفضل عليه رحمة الله. فقد كان عنواناً للداعية الوسطي المعتدل. استطاع الرجل أن يجمع شتات القلوب وأن يؤلف بين الجميع من خلال رسالته النقية فلم يعهد عليه تطرف في فتوي أو تفريط في سؤال. ولكنه كان بلسماً في العرض من خلال فهمه لشخصيات السائلين. لم تقف دعوة الشيخ عند أعتاب مسجده المسمي ورقياً بمسجد المتولي وواقعياً بمسجد عبدالسلام أبوالفضل. بل انتقل إلي التطوع والكفور. وفي قريتنا وفي مسجدها الوحيد والجامع. أتذكر هدوءه الذي نفتقده. وكانت دروسه في كيفية أداء الصلوات المقبولة. رحل الشيخ عبدالسلام أبوالفضل وترك ميراثاً طيباً من محبيه ومريديه الذين صالوا وجالوا ليكملوا رسالته من خلال الدروس والمواعظ. لم يأخذ الرجل حقه في دنيانا الفانية إلا أنه وطبقاً لكل المعطيات. وألسنة الناس أقلام للحق. أدي ما عليه من خلال مشواره وخطبه التي كان يحرص علي سماعها كل من أراد البحث عن الحقيقة. ذاع صيته وتداول الناس كراماته والعطايا التي منحت له إلا أنه لم يغتر وكان علي الدوام الناصح الأمين المحب للفقراء والمساكين ومن تقطعت بهم السبل. لم يقف في أحد الخنادق ولكنه آثر أن يكون داعية للجميع الفقراء والاغنياء. وقد عرف عنه أنه كان أخاذاً للأيدي إلي الصواب وما يقرب الناس إلي ربهم. حياة الداعية الزاهد الشيخ عبدالسلام أبوالفضل تحتاج من كل من اقترب منه رصداً ففيها الزاد الكثير لدعاة اليوم. وإنا لمنتظرون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف