المصريون
محمد الواحي
خطاب تحارب طواحين الهواء
لا يزال مريدو وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، يتحدثون عن اضطهاده في انتخابات اليونسكو التي خاضها وخسر فيها أمام إيرينا بوكوفا، مدير عام اليونسكو الحالي في انتخابات عام 2009.
الاضطهاد، حسبما أفاد السيد حسني في كتابه الصادر أخيرًا، والمعنون (فاروق حسني وأسرار معركة اليونسكو)، بسبب مؤامرة صهيونية أمريكية رجحت كفة غريمته وحالت دون فوزه.
عجبًا! كيف يدعم المثقفون المقربون من المؤسسة الثقافية الرسمية السفيرة مشيرة خطاب في الانتخابات الجارية على رئاسة اليونسكو، لا سيما وهم يرددون رواية (حسني) عن المؤامرات التي أفشلت مساعيه لتبوأ ذلك المنصب رفيع المستوى، هل استجد جديد على صعيد تدخلات القوى الكبرى لقلب موازين انتخابات المنظمات الدولية؟ أم قرار العرب بالتصدي لتلك القوى بالاتحاد والوقوف خلف مرشح واحد يحقق مصالحهم؟ الغريب أن العرب رشحوا حتى الآن أربعة أفراد في تلك الانتخابات لمنافسة مرشحي فرنسا وإيطاليا وفيتنام، فهل نحتاج بعد ذلك إلى مؤامرات أم أننا نتآمر على أنفسنا ونفتت أصواتنا بأنفسنا، ثم نطالب العالم بتطبيق مبدأ تدوير المناصب الثقافي لاستحقاق العرب لهم؟
بل إن المثقفين الرسميين من رواد معارض فاروق حسني، للفنون التشكيلية، لم يستشعروا حرجًا عندما اتهموا (بوكوفا) بالوصول لمنصبها عبر انتخابات غير نزيهة بالتزامن مع وصول السيدة (بوكوفا) إلى القاهرة منتصف الشهر الماضي، وافتتاحها متحف الحضارة المصرية بـ(الفسطاط) وحصولها على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى بعد لقاء السيسي، فليس من المروءة في شيء (عض) الأيادي الممدودة لنا في أوقات محنتنا.
أما السفيرة مشيره خطاب، إحدى رموز نظام مبارك، فهي أشبه بـ (كيخوتة) بطل رواية الأديب الإسباني (ثربا نيتس) الذي كان يخوض معركة وهمية ضد طواحين الهواء في أمريكا وإسرائيل حليفتي العرب، ولا يمكن بأي حال إفشال مساعينا في الحصول على المنصب الدولي.
أما إعلان ترشيح السفيرة خطاب في احتفالية بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير، فله مغزى لم يستدع أحد، إذ إن المكان الخاوي على عروشه بفعل اعتزال السياح جميع المتاحف المصرية لدواع أمنيه شهد منذ 6 أعوام، فضيحة (كشوف العذرية) لـ(سميرة إبراهيم) وزميلاتها، بعد إلقاء القبض عليهن من ميدان التحرير معقل الثورة على مبارك ورموز نظامه.
فكيف نتباهى بترشيح (امرأة) لتمثيل مصر في المحافل الدولية في الوقت الذي نستبيح فيه أجسادهن؟ وكيف نعد الاصطفاف خلف السيدة (خطاب) واجبًا وطنيًا، في الوقت الذي قدمت فيه مصر الغالي النفيس للإطاحة بمبارك وزمرته؟ أم أن براءة مبارك في قضية (قتل المتظاهرين) سيجعلنا نغض الطرف عن الأهداف النبيلة التي قتلوا في سبيلها؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف