حسن الرشيدى
ترامب.. وقلب لندن المضروب !
ضرب الارهاب قلب العاصمة البريطانية لندن.. بصورة لم تفزع سلطات بريطانيا وسكانها فحسب وانما اثارت فزع امريكا ودول اوربا.. رغم ان حادث الدهس والهجوم الذي استهدف مجلس العموم البريطاني.. لم يكن اول عملية ارهابية تضرب لندن التي تمثل مأوي للعديد من العناصر الارهابية المتطرفة التي تنتمي لتنظيم القاعدة او تنتهج اسلوبها في القتل والتفجيرات.. فقد شهدت لندن عدة حوادث ارهابية من اهمها قيام مجموعة من المتشددين بتفجير انفسهم في مترو الانفاق في يوليو عام 2005وهو ما دفع الحكومة البريطانية بعد ذلك برئاسة توني بلير لاقرار مجموعة من القوانين بمجلس العموم لمكافحة الارهاب.. ولكن يبدو ان السلطات البريطانية لم تتعلم الدرس واستمرت في ايواء ارهابيين وبعض قيادات الاخوان الذين قاموا بتمويل الارهابيين وارتكبوا جرائم في مصر واوروبا.
ويبدو ان السلطات البريطانية التي تهاونت مع العناصر الارهابية من قبل.. قد تعلمت الدرس واحست بالخطر الحقيقي للارهاب الاسود الذي لا وطن له ولا دين.. واطل وزير خارجية بريطانيا يوريس جونسون ليعلن في مؤتمر صحفي ان بلاده تسعي لتقويض أعمال تنظيم داعش ووقف محاولاته للانتشار في العالم.. وان الارهاب يمثل تهديدا دوليا لكل دول العالم.. مؤكدا ان بلاده تتعامل مع الارهاب بتبادل المعلومات والاستخبارات مع الولايات المتحدة الامريكية.. وان هناك تعاونا مكثفا بين بريطانيا وامريكا لمواجهة اي تهديد.
كلام الوزير البريطاني جاء بعد حادث الهجوم الذي استهدف مجلس العموم.. وكأن حكومة بريطانيا واجهزتها الامنية لم تشعر بخطر الارهاب الا بعد ان يطالها وتنكوي بناره.. رغم ان مصر وعلي لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي اكدت مرارا وفي كل المحافل الدولية ان الارهاب يهدد العالم ولا يفرق بين فرد واخر.. ولا وطن له ولا دين.. ولكن يبدو ان بريطانيا لا تتحرك إلا بعد أن يضرب الإرهاب قلبها.
الحادث الارهابي الذي وقع في قلب لندن.. دفع السلطات الامريكية لتعزيز اجراءاتها الامنية في المناطق الحيوية وحول منطقة برج التجارة العالمي.. التي تذكر الامريكان والاوربيين دائما بتفجيرات سبتمبر التي تعد اقوي واخطر التفجيرات الانتحارية باستخدم الطائرات المدنية.
الدول الغربية التي صنعت داعش لضرب وتخريب الشرق الاوسط وتفتيت دوله.. اصبحت تعاني من نيرانه.. وتعلن تعاونها لتقويضه ووقف انتشاره.. فهل تستطيع ان تصرف العفريت الذي صنعته ومولته؟!
يتحدث الرئيس الامريكي ترامب بجدية عن ضرورة مكافحة الارهاب والقضاء علي داعش.. ومواجهة المتشددين الذين يشهرون اسلحتهم وقنابلهم.. لضرب الخلق في كل مكان.. ولكن هل ينجح وينفذ وعوده ام انه يصطدم ببعض صقور امريكا وسطوتهم وافكارهم التي تغذي بقاء داعش.؟