من وصايا لقمان الحكيم لابنه ما جاء في قوله تعالي: "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر. إن ذلك من عزم الأمور".
والصلاة في اللغة هي الدعاء وهي الصلة لأن الإنسان بصلاته يعقد صلة بينه وبين خالقه من خلال قلب يخفق بحبه وبخشيته وبتعظيمه وبالشوق إليه يقابل ذلك رحمات وبركات من الله سبحانه وتعالي علي هذا العبد الذي تعلق قلبه بربه راجياً عفوه حريصاً علي ألا يكون إلا حيث يريد خالقه لأنه يعبد خالقه كأنه ينظر إلي ربه في كل حركة وسكنه وربه ينظر إليه ولا يريد هذا العبد ألا يراه ربه فيما لا يرضاه.. وقد جاء في الأثر إذا أردت أن تكلم الله فقم إلي الصلاة وإذا أردت أن يكلمك الله فاقرأ القرآن.
من هنا يأتي تفسير قوله صلي الله عليه وسلم "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له" والصلاة هنا هي حركات الصلاة المعروفة بأوقاتها إلا ان البعض يقف فيها لاهي القلب لا يعي ما يقول ولا يدرك أي موقف يقف وأمام من يمتثل ويتوجه لأنه لو أدرك لخشع قلبه ولو خشع قلبه لخشعت جوارحه ولو حدث ذلك لتغير الإنسان في قوله وفعله بل في أسارير وجهه.
ثم تأتي النصيحة الثانية للقرآن وهي مترتبه علي الأولي وهي وأمر بالمعروف.. كأن الله سبحانه وتعالي يعلمنا ان من أراد أن يكون آمراً بالمعروف أو من أراد أن يقنع الناس بمنطقه فعليه أن يكون نموذجاً فيما يدعو إليه وبالتالي أمرنا أولاً بإقامة الصلاة