كتبت علي مدي يومين بأن هناك فرقاً كبيراً وشاسعاً بين "تأمين الطب" و"تأميم الطب".. التأمين تتولاه شركات التأمين من الألف للياء.. لا علاقة لها بأي جهة إدارية إلا في موضوع الاشتراك "الاجباري".. الكل يشترك طبعاً ويكون خصم قيمة الاشتراك من المنبع.. هذا هو دور الحكومة أو أي جهة حكومية أو أهلية.. قطاع عام وقطاع خاص.. الخصم من المنبع.
***
وخلال الهواجس والخوف من "الحارة السد" إذا بوزير المالية عمرو الجارحي يحسم الأمر في سطور أضعها أمامي الآن..
يقول الوزير بالحرف:
قانون التأمين الصحي الشامل يهدف إلي إحداث إصلاح حقيقي شامل لقطاع الصحة والآن جاري الانتهاء من الدراسة الاكتوارية الخاصة بتحديد التكلفة المالية لنظام التأمين الجدي ومدي الأعباء التي ستتحملها الموازنة العامة للدولة لضمان استدامة مالية لهذا النظام الجديد الذي سيوفر تغطية صحية شاملة لجميع المواطنين مما يقلل العبء المالي علي الأسرة وسيقلل معدلات الفقر.
***
وهذا معناه أن الحكومة ستتولي علاج كل المواطنين.
قالها جمال عبدالناصر في احتفال الانتهاء من بناء السد العالي.. قال عبدالناصر بحق:
التاريخ سيذكر أن عبدالناصر بني السد العالي ولم يستطع إصلاح قصر العيني.
***
يا خسارة.. ويا ميت خسارة.. كما توقعت.. سندخل في "حارة سد" وتعود ريمة لعادتها القديمة..
***
يا خسارة ويا ميت خسارة.. الطريق الذي رسمه محمود محفوظ مع رؤساء بعض شركات التأمين تم تمزيقه في أول يوم لولاية مبارك مع هدم صالحية حسين عثمان مشروع الكفاية الذاتية للقمح بلا استيراد!! يا خسارة ويا ميت خسارة.
***
مما أذكره.. كان الاتفاق مع شركات التأمين علي تنفيذ ثورة في كل المستشفيات التي وصفها الأجانب بأنها هرم مقلوب.. معظم الأدوار حجرات وعنابر مليئة بالسراير ينام عليها المرضي وينام تحتها القطط وبجوارها حلل المحشي.. أما الاستقبال فهو غرفتان أو ثلاثة.. مع أن المفروض في نظام التأمين أن كل المستشفي أدوار بها أكبر عدد من حجرات العمليات وأدوار كاملة للأشعة والتحليل.. ودور واحد للعناية المركزة ودور واحد للمرضي الذين يحتاجون لمتابعة طبية لمدة يومين أو ثلاثة.. والمستشفي يعمل 24 ساعة.. أربع ورديات.. استعدادات لاستقبال أكبر عدد من المرضي لعلاجهم في نفس اليوم بل في نفس الساعة!!
التأمين الصحي الحقيقي حاجة تانية خالص خالص يا حكومة.. لا متشكرين.. "خسارة الفلوس".