تفشي الفساد وطغي أصحابه لايخشون ردعاً خاصة بعد التعديلات القانونية التي أباحت للفاسد سارق المال العام التصالح مع الدولة إذا تم اكتشاف جريمته ورد مقدارماتم اكتشاف نهبه فتبرأَ ساحته ويغادرسجنه، ولكن لايمكن الادعاء بأن كل الناس فاسدين فالشرفاء كثيرون وهم في معركة قاسية مع الفساد المتوحش المتجبرعلي البسطاء وقد يكون سنده وظهيره من كبارٍ متنفذين! والفساد يكون أكثر قسوة وخطورة إذا امتد لصحة الإنسان فلايهتم أباطرته وشركاؤهم الذين يُسَهِلُون ربحهم الحرام بأن ضحاياهم أرواحاً بريئة وأطفالاً صغاراً يفقدون حياتهم لتمتلأ خزائنهم بمالٍ ملوث بدمائهم. زهرة لم يتجاوزعمرها عامين تكررت معها حساسية الصدروسعال بالبلغم مصحوب بارتفاع الحرارة وعالجها طبيب أطفال الأسرة مراراً بالمضادات الحيوية وأدوية الحساسية حتي سقطت يوما وجسمها أزرق لاتكاد تتنفس فأسرعت بها أمها لأقرب مستشفي (خاص) فأُدخلت العناية المركزة لإعادة التنفس لرئتيها عن طريق قناع طبي خاص بعد استلام مقدم بآلاف الجنيهات جمعه أفراد الأسرة علي عجل، وعالجتها أستاذة جامعية بمحاليل ومضاد حيوي عن طريق الوريد لمدة أسبوع ولما أخبرتها الأم أن طفلتها كانت تتناول جرعات من نفس المضاد فاجأتها بأن ذلك سبب نكستها لأن منتجي الأدوية بمصر خففوا المادة الفعالة فيها ليعوضوا خفض السعر مما أعطي فرصة للميكروبات أن تكتسب مناعة ضد الأدوية ضعيفة المفعول فلم تعد تؤثر فيها. ونتساءل كم طفلة بريئة راحت حياتها نتيجة ذلك الجشع أولم يجد أهلها مايجمعوه لإنقاذها؟ هل يعلم بذلك وزيرالصحة؟ وهل يعلم أن عديداً من التجاروالمجمعات الكبري تدفع رواتب شهرية للتغاضي عن الأغذية واللحوم والأسماك الفاسدة بها فيأكله الناس مطمئنين للرقابة الصحية عليها فيصابون بالأمراض أويسقطون صرعي .
بسم الله الرحمن الرحيم»‬وإذا قيل لهم لاتُفْسِدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون»صدق الله العظيم