مشكلتنا في مصر أننا نريد أن نأخذ ولا نعطي حتي لو ذهبت البلد "في ستين داهية".. ونري وقفات احتجاجية هنا وهناك تطالب بزيادة المرتبات أو صرف الحوافز رغم أننا نعرف جميعا حجم الأزمة الاقتصادية التي نعيشها.. في الوقت الذي لا تزيد مدة عمل الموظف الحكومي عن 27 دقيقة يوميا فقط!!
والسؤال: من المسئول؟! هل الموظف أم الحكومة؟! وأرد علي الفور: الحكومة طبعًا!! لأن الموظف الذي لا يعمل معذور لأنه لم يجد من يحاسبه ولم يجد من يجبره ــ بالقانون ــ علي العمل..!
هناك فوضي كبيرة في معظم مؤسساتنا الحكومية ــ إن لم تكن كلها ــ لسبب بسيط هو غياب تطبيق القانون وعدم وجود مبدأ الثواب والعقاب.. فالذي يعمل مثل الذي لا يعمل بل في أحيان كثيرة يكون الذي لا يعمل أفضل حالا لأنه لن يخطئ وبالتالي لن يحاسب!
وطالما ان الحكومة غير قادرة علي تشغيل موظفيها وأعلنت استلامها للأمر الواقع فإنني أقترح أن يتم تخفيض عدد أيام العمل بالمؤسسات الحكومية إلي ثلاثة أيام فقط أو أربعة أيام علي أقصي تقدير كل أسبوع ــ علي أن يمتد العمل من التاسعة صباحا حتي السابعة مساء.. مما سيؤدي إلي توفير مبالغ هائلة للدولة نتيجة تخفيض استهلاك الوقود وتخفيض الضغط علي وسائل المواصلات المختلفة وحل أزمة المرور خلال أيام.. وفي نفس الوقت لن يتأثر الجهاز الحكومي.. لأن غالبية الموظفين لا يعملون!!
لابد أن نطرح أفكارا غير تقليدية لحل مشاكلنا المعقدة لأن الأفكار التقليدية لن تحل أي مشكلة.
أوقفوا البناء في العاصمة
لم يعد هناك "خرم إبرة" في القاهرة خاليًا ومع ذلك مازالت حركة البناء مستمر بوتيرة عالية حتي ان البعض يقوم بالاستيلاء علي بعض المساحات الخضراء الصغيرة الباقية وتحويلها لوحدات سكنية والبعض الآخر يهدم الفيلات القليلة الباقية لإقامة أبراج سكنية في غياب تام لأجهزة المحليات التي تكتفي بتحرير محاضر فقط بينما محليات أخري "أكثر فجورا" تقوم بمنح تراخيص وتوصيل المرافق للمخالفين.
لقد أصبحت البنية التحتية للعاصمة مهددة بالانفجار في أي لحظة بينما مازلنا نعيش حول الوادي الضيق علي مساحة لا تزيد عن 7% فقط من بلادنا بينما تحتل الصحراء نسبة 93%!!
آن الأوان أن تصدر الحكومة قرارات عاجلة بوقف البناء داخل العاصمة وكل المحافظات التي تعاني من تكدس سكاني رهيب وأن نتجه إلي الصحراء ونعطي للمقاولين أراضي بأسعار مخفضة جدا لتعمير الصحراء وإقامة المزيد من المدن السكنية.. وأن نعتبر العاصمة الإدارية الجديدة مشروعنا القومي الأول الذي ينقذ عاصمتنا القاهرة من الانهيار التام.. فهل تتحرك الحكومة؟ نحن مازلنا في الانتظار.. وأرجو ألا ننتظر كثيرا!!
برافو نقيب الصحفيين
حاول البعض نقل الفوضي والانقسام إلي داخل نقابة الصحفيين إلا أن النقيب الجديد عبدالمحسن سلامة كان لهم بالمرصاد وبالقانون.. حيث أصر علي عقد اجتماع مجلس النقابة رغم أنف المنشقين وتم انتخاب المجلس الجديد لهيئة مكتب النقابة بكل ديمقراطية.
برافو عبدالمحسن سلامة.. وثق أن غالبية الصحفيين التي انتخبتك تقف وراءك.. ولن تسمح بالفوضي داخل واحدة من أعرق النقابات المهنية المصرية.