الأخبار
محمد فتحى
مصر المحشورة بين سيناء ومترو الأنفاق
(1) لا أخاف علي شهداء أحياء عند ربهم يرزقون، لكن أموت رعباً وكمداً إذا شعرت أنهم ضحوا بحياتهم من أجل من لا يستحق، حيث يحاربون الدواعش والإرهاب، بينما ننتج نحن إرهاباً قابلا للتصدير عبر رقابة غائبة لمؤسسات الدولة، وقوانين معوقة لا ينتبه إليها برلمان لم نشعر بعد بوجوده ولا أهميته..
هذه هي زميلتنا الواعدة إيمان الوراقي، واحدة من أفضل الصحفيين الاستقصائيين في مصر، وحاصلة علي أكثر من جائزة مصرية وعربية وعالمية، في تحقيق استقصائي مرعب يكشف كيف نصنع الدواعش عبر معاهد إعداد دعاة، وكيف يسافر منهم من ينضم لداعش في سوريا تحت مسمي الجهاد، وكيف أن الرقابة غائبة وضائعة بين وزارتي الأوقاف والتضامن الاجتماعي التي لا يجب أن (تشيل شيلة غيرها)، بينما الداخلية لم تتابع ما يحدث، ولا وصل لسمعها وبصرها ما كان إلا بعد أن عرض زميلنا الإعلامي المتميز محمد الدسوقي رشدي التحقيق في برنامجه، لتعد الداخلية بتقصي الأمر.
الحقيقة المرعبة في الأمر أن التحقيق نشر قبل أسبوعين في موقع أصوات مصرية، والذي يتبع مؤسسة طومسون رويترز، والذي يصنفه البعض كعدو للدولة، رغم أن التناول المهني للتحقيق وللموقع أثبت خوفاً حقيقياً علي كيان هذه الدولة، ورغم أن الموقع نفسه تم إيقافه لمشكلات مادية لحقت به، رغم من فيه من كفاءات صحفية ومهنية نادرة، ومع كل ذلك لم يتحرك أحد ولم نسمع عن الأمر أو عن قرار ما...فهل يتحرك أحد؟؟
(2) موافق أن سعر الجنيه لا يتناسب مع قيمة تذكرة مترو الأنفاق، لكن غير موافق علي طريقة التفكير المصرية العتيقة التي تستسهل الحلول القائمة علي زيادة أعباء المواطن، ولا تقوم بدورها..
الجنيه مطحون، يساوي ولا حاجة، بعض أنواع اللبان أغلي من الجنيه، لكن الحديث عن طريقة زيادة تذكرة مترو الأنفاق يقودنا إلي إجابة السؤال: لماذا نحن فاشلون في الإدارة؟؟
أتذكر تصريحاًت برفض زيادة التذكرة إلا بعد أن يواكب الأمر زيادة في الخدمات، فهل زادت الخدمات في محطات يحتلها الباعة الجائلون ويسيطر عليها بلطجية التكاتك، ويرتع فيها كثيرون من مختلف الأصناف وكأننا في سوق؟؟ وهل كان الأمر يجب أن يخضع لزيادة التذكرة، أم لتسويق حقيقي لهذه المنشأة التي كانت مضرب المثل أيام إدارتها الأجنبية الأولي، ثم أصبحت مضرب المثل أيضاً، لكن في الإهمال، في عصر أصبح الركاب يلعبون فيه نطة الانجليز علي ماكينات التذاكر، والعساكر لا يستطيعون مواجهة طوفان المدارس ببلطجيتها الصغار، بينما من السهل أن تجد محل عصير قصب داخل محطة مترو العتبة!! فهل هذا هو التسويق؟؟!!!
منشأة يعاير وزير النقل سائقيها بأن مرتباتهم تصل إلي 11 ألف جنيه، بينما الحقيقة غير ذلك بالمرة، ليخلق أزمة استعداء بعض الفئات ضد سائقي المترو الغلابة، وقطارات لا تدخل الصيانة وإدارة لا تزال تبحث عن أي إنجاز ولا تفعل؟؟
المشكلة ليست في الجنيه الزيادة، لكن في الفلسفة، في زيادة 100% بشكل مفاجئ بدلاً من أن يكون تدريجياً، في عدم مراعاة لعدد المحطات فراكب المحطة سيدفع نفس ثمن تذكرة راكب الـ 30 محطة فهل تم دراسة القرار أصلاً؟؟
الحدوتة أكبر من الزيادة.. الحدوتة في فقدان الريادة، أو فلنختصر: في البلادة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف