الأخبار
جلال دويدار
مؤتمر خلاق بشرم الشيخ لإحياء السياحة العلاجية
بداية فإنني لا أخفي سعادتي من وجودي في شرم الشيخ، لم تقتصر سعادتي علي حضوري ومشاركتي في فعاليات مؤتمر السياحة العلاجية الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعوة من خالد فودة محافظ جنوب سيناء.. وإنما ما زاد من هذه السعادة مشاهدتي لعودة بعض السياح إلي الظهور في فنادق وشوارع المدينة الرائعة. ما شاهدته من فقر سياحي يعني استمرار معاناة شرم الشيخ نتيجة انحسار الحركة السياحية بشكل كامل بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في نوفمبر ٢٠١٥.
لا يخفي علي أحد ان اعداد السياح المتواجدين حاليا بشرم الشيخ متواضعة للغاية وهو ما تأكد لي مما ذكره لي المحافظ فودة والرجل السياحي والفندقي المخضرم هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء. قالا ان معظم هؤلاء السياح من أوكرانيا. اشارا الي انه ما زال هناك حوالي ١٠٣ فنادق مغلقة حتي الآن. عبرا عن أملهما في ان يشهد اجمل المقاصد السياحية العالمية.. انتعاشا علي مدي الشهور القادمة كمحصلة للتطور في علاقاتنا السياسية بدول العالم وبتأثير الجهود التي بذلت في عمليات التسويق والترويج.
أحسست بمدي ما يشعر به المحافظ ورئيس جمعية المستثمرين من احباط وقنوط ممزوجان بالدهشة من الموقف غير المتوقع لاستمرار حظر السياحة الروسية رغم تجاوب واستجابة مصر لكل متطلبات تأمين مطار شرم الشيخ وكل المطارات السياحية. علي كل حال فإن الاستثمار السياحي في جنوب سيناء ما زال في انتظار الفرج المتمثل ليس بصدور قراري رفع الحظر الروسي والبريطاني وإنما بتفعيل ما وعدت به الدولة من تقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من المعاناة.. للبدء في عمليات تجديد وتجهيز المنشآت الفندقية.
• • •
لا جدال ان مبادرة تنظيم مؤتمر السياحة العلاجية في شرم الشيخ الذي تحمل مسئوليته خالد فودة يدخل في اطار الفكر الخلاق الذي تحتاجه صناعة الامل للانطلاق نحو تحقيق ما هو مطلوب منها من عوائد طائلة. هذا النشاط يحتاج الي تخطيط وفتح الابواب امام احيائه وتنميته. انه يعد من الانشطة السياحية الثرية التي يعم عائدها المرتفع علي العديد من قطاعات الدولة اقتصاديا واجتماعيا ومهنيا. في هذا الاطار يري الخبراء ان عائد سائح السياحة العلاجية يصل الي عشرة اضعاف سائح السياحة الترويجية بالنسبة لحجم وقيمة العملة الاجنبية التي ينفقها. هذا السائح مطالب الي جانب دفع قيمة تكاليف العلاج.. الي الاقامة الطويلة سواء لاستكمال هذا العلاج او للراحة والنقاهة بعد ذلك. علي هذا الاساس فإن النجاح في تنمية السياحة العلاجية يتطلب توفير احتياجات وتجهيزات المستشفيات والمراكز الطبية وكذلك اعداد وتوفير هيئات الاطباء سواء كانوامصريين او من خلال الاستعانة بالخبراء الاجانب. يضاف الي ذلك الاهمية القصوي للقوي البشرية المدربة في جهاز التمريض والذي يمثل ركيزة اساسية في نجاح منظومة السياحة العلاجية.
• • •
كل هذه الأمور تجلت في اختيار المتحدثين المنتقين والبارزين الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذا المؤتمر بمشاركة وزارة الصحة بقيادة الوزير الدكتور احمد عماد ووزيرة الهجرة نبيلة مكرم. من ناحية اخري.كان ركيزة فاعلية ونجاح هذا المؤتمر اختيار الاستاذ الدكتور العلامة أحمد عوض تاج الدين وزير الصحة الاسبق كمقرر له . هذا الاختيار الموفق ساهم في اثراء المؤتمر من كل الجوانب. كان لنوعية وعلو الشأن الطبي للمشاركين في هذا المؤتمر علم وخبرة.. دور اساسي فيما حققه المؤتمر. كان الحرص علي المشاركة والحضور مرتفعا للغاية وهو ما يعكس حسن التنظيم والاهتمام البالغ بهذه القضية.
ان ما يفسر إمكانية نجاح مشروع السياحة العلاجية ان مصر كانت تتمتع بشهرة ومكانة في هذه الصناعة قبل عدة عقود. في هذا الشأن أذكر انني التقيت في مكتبي الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الاسبق وأحد رواد تأسيس المراكز الطبية. جري ذلك عندما كان رئيسا لجمعية تشجيع السياحة العلاجية في مصر. تحدثنا طويلا في هذا الوقت عن هذا النشاط وضرورة ان يحظي بالاهتمام والرعاية. هذا الامر لم يتحقق للأسف نتيجة حالة التراجع في الحماس للفكر والعمل الخلاق علي كل مستويات الدولة المصرية. من ناحية اخري فقد ساهم فقدان هذا المورد السياحي الهام.. ما تعرض له من اهمال وعدم مبالاة من جانب أجهزة وزارة السياحة. هذه الوزارة المنوط بها تعظيم التنمية السياحية اكتفت بالحديث عن سياحة الملاليم في نفس الوقت الذي لا تبدي الاهتمام الواجب بالتسويق والترويج للسياحة العلاجية باعتبارها احدي ركائز سياحة عائد الملايين بل المليارات.
وللحديث بقية في مقال رحلة يوم الخميس القادم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف