الجمهورية
محمد الفوال
البديل .. للجامعة العربية
يدرك كثيرون تماما أنه لا جدوي ولا نفع سيأتي من الجامعة العربية "المختطفة" ولا من اجتماعاتها علي كافة المستويات بما فيها مستوي القمة.
لذلك لا ينتظرون من قمة عمان في نهاية الشهر الجاري خيرا وانها ستنعقد وتنتهي مثل القمم السابقة وقراراتها ستكون تحصيل حاصل وتكراراً لنفس القرارات السابقة ونفس البيانات الختامية.
ستظل الجامعة العربية الحالية بتركيبتها وميثاقها ومؤسساتها وطريقة عملها والمجاملات في توزيع مناصبها المعوق الرئيسي لاي أمل في تضامن عربي حقيقي وأي عمل عربي منجز علي أرض الواقع.
في رأي مراقبين وخبراء متخصصين ان القمة العربية لا يجب ان تنعقد بنفس جدول اعمالها المكرر والمتخم بنفس القضايا ونفس العبارات والامنيات ينبغي أن تنعقد القمة وعلي جدول اعمالها قضية واحدة وهي أما اجراء تغيير جذري في مهمتها ومسئوليتها وأما الغاؤها والبحث عن كيان آخر مختلف في الوظيفة والمهمة والطبيعة يتواكب مع كل المتغيرات في الداخل العربي وعلي مستوي الاقليم وفي الساحة الدولية.
الجامعة العربية الحالية ليست متفاعلة مع الواقع المستجد مقيدة بقيود عتيقة ومكبلة بتوازنات وباعتبارات وتطييب خواطر.
ليس لها اي وزن ولا أي تأثير أو دور فيما يجري لاعضائها من تدخلات خارجية ولا تستطيع أن تحميهم من التعرض للغزو أو العدوان والفضيحة انها كانت سببا لاستدعاء الناتو لغزو الجماهيرية الليبية وقتل الزعيم الليبي معمر القذافي واشاعة الفوضي المدمرة فيها حتي الآن بعد تسليمها للعصابات الإرهابية وكان عندها استعداد لتكرار الأمر في سوريا لولا الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن.
هذا الموقف المخزي ازاء ليبيا وما جري لسكانها من قتل وتشرد كفيل بالغاء الجامعة واعادة بناء تجمع آخر يكون للجماهير دور في شكلها ومسئوليتها ووظيفتها وكيفية اتخاذ قراراتها وآليات تنفيذها.
أمام الجامعة فرصة تاريخية لطرح نفسها امام القادة العرب وامام الشعب العربي في قمة عمان لكي يقرروا مصيرها ويبحثوا عن الشكل الأكثر ملائمة للوضع العربي الحالي.
هناك قضايا خطيرة تضرب الوجود العربي في الصميم تتطلب جرأة وشجاعة وجسارة في التصدي لها فالأخطار لا تقتصر علي التهديدات القادمة من وراء البحار والمحيطات وانما من داخلنا وفي مقدمتها الإرهاب وتدخلات دول الجوار كما تفعل تركيا في العراق وسوريا وايران مع دول الخليج والتهديدات الاسرائيلية.
نمتلك كل مقومات الأمة العظيمة ينقصنا فقط توظيفها!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف