علاء عريبى
رؤى .. العلاج بالخارج على نفقة الدولة
أصبت بصدمة بعد أن قرأت تصريح وزير التعليم العالى عن المبالغ التى تنفقها الحكومة على علاج بعض رجال النظام فى الخارج، الوزير أكد خلال كلمته فى مؤتمر السياحة العلاجية، أن الحكومة تنفق 10 مليارات دولار سنويًّا على العلاج فى الخارج، والمؤكد أن هذا المبلغ تم صرفه من أموال الشعب خلال العام الماضي، والعام قبل الماضي، يعنى خلال فترة حكم الرئيس السيسى.
بالطبع المبلغ يشكل صدمة لأغلب المصريين، فكيف يقف الرئيس ويؤكد أننا فقراء قوى، ويطالب المواطنين بربط الحزام، وتحمل فاتورة الإصلاح، وحرمان أولادهم من بعض الأطعمة، فى الوقت الذي تنفق فيه الحكومات التي تعمل تحت إشرافه مبلغ 10 مليارات دولار سنويًّا على علاج رجال النظام؟.
عندما سافر الرئيس مبارك إلى ألمانيا للعلاج بمستشفى هايدلبرج الجامعي بألمانيا، كتبت هنا وقلت بالحرف: هل الرئيس يعالج على نفقة الدولة أم على نفقته الشخصية؟، هل النفقات تستقطع من مخصصات الرئاسة أم من الأموال المخصصة للفقراء أم أن هناك ميزانية خاصة بعلاج رئيس الجمهورية؟، وتساءلت قائلا: لماذا لم يجر الرئيس التحاليل والفحوصات والجراحة في المستشفيات المصرية؟، وهل القوانين المصرية تسمح للرئيس ورئيس الحكومة والوزراء ورئيسي مجلسي الشعب والشورى ، حق إجراء الفحوصات والتحاليل والجراحة خارج البلاد على نفقة الدولة؟، وإذا كانت القوانين المصرية منحتهم هذا الحق ألا يعد هذا تمييزًا بين المواطنين؟، وألا يعد أيضا اعترافًا بفشل المنظومة الصحية في مصر؟.
وبعد أن أنفقت الحكومة 5 ملايين و300 ألف جنيه على علاج يوسف بطرس غالى وزير المالية آنذاك، منها حوالي مليون جنيه لتذاكر السفر له ولزوجته، كتبت أيامها وقلت: «هل مشروع علاج الوزراء على نفقة الدولة يتضمن زوجاتهم وأولادهم وأحفادهم؟، وما هو الحد الأقصى المسموح به لعلاج وزير وأسرته خلال العام؟، وهل مشروع العلاج يشمل ثمن الأدوية؟»
ومنذ فترة تلقيت رسالة من مواطن يعمل بالنقاشة(دهان الحوائط)، يستحلفني أن أساعده فى استصدار قرار لعلاج ابنه بالخارج لخطورة حالته، وساعتها احترت وعجزت عن الرد على رسالته، فقد رفضت القوات المسلحة علاجي من مرض السرطان بأحد مستشفياتها لأنني أنتقد بعض القرارات الخاصة بقيادة الوزارة، فكيف أساعده لعلاج ابنه بالخارج، وقد سبق ورفضوا علاجي بالداخل، ولكي أكون أمينًا مع هذا المواطن نشرت رسالته التي يستغيث فيها من خطورة مرض ابنه، وتساءلت يومها: هل يجوز أن يصدر قرار بعلاج ابن نقاش أو زبال أو عامل باليومية أو نجار أو ميكانيكي أو ابن ماسح أحذية في الخارج؟، هل من المتوقع أن يصدر رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة قرارًا لابن جامع قمامة أو ماسح أحذية أو ابن نقاش لكي يتم علاجه فى فرنسا أو أمريكا أو انجلترا أو ألمانيا؟، هل من المحتمل أن ينفق النظام الحاكم مائة دولار أو يورو على علاج أحد أبناء الفقراء في الخارج؟، أشك، لماذا؟، لأننا فقراء قوى، قوى.