وجدى زين الدين
حكاوى .. بريطانيا.. والإرهاب!!
الانفجار الذى هز قلب لندن لا يجب أن يمر مرور الكرام، حيث إن هذا الحادث الإرهابى يعد من أقوى رسائل الإرهاب التى مر بها العالم خلال العقدين الحالى والماضى، ورغم أن معظم دول العالم تعرضت لحوادث إرهابية ابتداء من أمريكا وفرنسا، بالإضافة إلى دول العالم الثالث ومصر، إلا أن حادث بريطانيا يأخذ شكلاً آخر مختلفا، ورغم إدانتنا الشديدة لوقوع مثل هذا الحادث الغاشم الإرهابي، وكل الحوادث الإرهابية التى تقع فى أية بقعة على وجه الأرض!، إلا أن حادث لندن لابد من الوقوف عليه وتأمله تأملاً شديداً.
الكارثة الحقيقية أن بريطانيا التى بدأت تتجرع ويلات الإرهاب، وأعلنت أن منفذ الهجوم الأخير ينتمى الى تنظيم «داعش» وأنه متأثر بأفكاره، بدأت تذوق ما يذوقه العالم وخاصة مصر من كوارث الإرهاب.
كما أن هذا الإرهابي منفذ الهجوم بريطانى الجنسية ما يعنى أنه واحد من أبناء بريطانيا الذين لعب بعقولهم الإرهاب، وهو ما حذرت منه مصر على مدار عشرات السنوات الماضية، فلا تخلو مناسبة فى المحافل الدولية دون أن تحذر القاهرة من قضية الإرهاب وآثاره المدمرة، وأن هذا الإرهاب لا يفرق بين عربى وأمريكى وبريطانى وخلافه.
بريطانيا لها مواقف غريبة وعجيبة من جماعة الإخوان الإرهابية، ومن كل جماعات التطرف، فهى تؤوى الكثيرين من هذه الجماعات تحت مزاعم الحرية والاضطهاد فى بلادهم، بل إن لندن باتت مأوى لكل الخارجين على القانون، يأتى إليها كل مطاريد العالم، والأخطر من ذلك أنها تدافع عنهم وتتصدى لكل من يطلب هؤلاء لمحاكمتهم على جرائمهم.. ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الموقف البريطانى تحديداً من جماعة الإخوان عجيب وغريب، فمرة تعلن لندن أنها ستعتبر هذه الجماعة إرهابية وأخرى تنفى ذلك وثالثة أنها تحقق فى ذلك ورابعة أنها تجمع كل الأدلة، يعنى هناك مواقف لا تشفى الغليل تجاه الإرهاب.
الآن وبعد الحادث الإرهابى الذى شهدته لندن هل ستتغير السياسة البريطانية، تجاه مطاريد العالم الذين يجدون الأمن والطمأنينة فى بلاد الإنجليز؟!.. هل السياسة البريطانية سيكون لها موقف جديد من هؤلاء الإرهابيين الذين تستخدمهم بريطانيا فى تنفيذ مخططاتهم تجاه العالم، الحقيقة أن مشروعات التفتيت والتقسيم للأمة العربية وغيرها من شعوب الأرض ليست أمريكا وحدها المسئولة عنها، وإنما بريطانيا التى يصفها الكثيرون بأنها تابع لأمريكا، هى من تقف وراء هذه المخططات الشيطانية، والتاريخ يروى ذلك وأكثر، فإن وجود الإسرائيليين فى فلسطين كان من مخططات بريطانيا، وما وعد بلفور ببعيد ولا اتفاقية سايكس بيكو الأولى هى الأخرى ببعيد.. وما يطلقون عليه الربيع العربى هو فى الأصل من تدبير الإنجليز!!!
يبقى ماذا ستفعل لندن بعد وقوع هذا الحادث الإرهابى الذى أصابها؟!!.. هل تستمر فى هذه السياسة القديمة أم سيحدث تغيير.. وهذا ما ننتظره!!