عياد بركات
علموا أولادنا حرفة لا فكرة!!
وكيل وزارة الأوقاف في قنا الشيخ محمد الطراوي قال إن المديرية تمكنت خلال الأيام الماضية من ضبط 820 كتاباً داخل المكتبات الخاصة بالمساجد في مراكز المحافظة تدعو للتشدد من بينها مؤلفات لسيد قطب وحسن البنا ويوسف القرضاوي.
وأضاف في تصريح نشرته المصري اليوم في عددها الخميس الماضي أن المديرية مستمرة في نشر الدعوة وتعاليم الإسلام السمحة ومواجهة التطرف والأفكار المتشددة من خلال تسيير قوافل دينية تضم خطباء المساجد المتميزين.
وبمناسبة ما أعلنته مديرية أوقاف قنا.. هل من محافظات قامت بما قامت به مديرية أوقاف قنا؟ وإذا كان بعضها قد فعل فهل واتت أحدهم الجرأة كي يعلن ما أعلنته مديرية أوقاف قنا.. إن مديرية أخري كمديرية أوقاف الإسكندرية لو فعلت ما فعلته مديرية أوقاف قنا فسوف تضبط آلاف الكتب من نوعية الكتب التي ضبطت في محافظة قنا.. حيث تعشش هناك الأفكار السلفية المعاكسة لمسيرة هذا الوطن.. تلك الأفكار التي تستقي معالمها من عتاة دعاة التطرف مثل سيد قطب وحسن البنا ويوسف القرضاوي ومحمد بن عبدالوهاب.
والموضوع يجب أن يجرنا إلي سؤال : هل وظيفة المسجد في مجتمعات كمجتماتنا حيث المجتمعات البسيطة التي تبحث عن التنمية واللحاق بعصر التقدم.
باديء ذي بدء ليس كل رواد المساجد من الذين يستطيعون فرز الغث من الرديء لأفكار قطب والقرضاوي وغيرهما.. بل ان معظم رواد مساجدنا قد لا يدرك أن أفكار هؤلاء متطرفة من الأساس.
وبعيداً عن الطريق الذي يريد السلفيون جرنا إليه خدمة لأهداف آخرين يناصبوننا العداء فإن مشكلة المسلمين ليست في عدم معرفتهم أمور دينهم بقدر ما هو في تخلفهم عن ركب التنمية والحضارة.
ما من مسلم إلا ويعرف أركان الإسلام ويعلمها لأبنائه وبناته.. ولكنه قد لا يجيد مهنة أو يتقن عملا يعود عليه بالخير هو وأسرته ووطنه.. ومن هنا أري أن وظيفة المسجد يجب أن تتركز في هذا الاتجاه.
لا تحتاج فلاسفة في الدين ـ علي الأقل في عصرنا الحالي.. ولكن نحتاج لمن يعلمنا حرفة أو وظيفة أو يأخذ بيد شبابنا نحو مشروع انتاجي يعود بالخير عليه وعلي اقتصادنا والحديث الشريف يؤكد "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".
تري لو تفرغ الماليزيون لأفكار سيد قطب والقرضاوي وابن تيمية وابن عبدالوهاب.. هل كانوا سيصبحون نمراً اقتصاديا؟! قطعاً لا!
وإذا كان لنا في المثل : انظر حولك.. اسوة حسنة فلنلقي نظرة علي الذين تفرغوا لتطبيق الأحكام وتركوا شعوبهم للمهالك الاقتصادية.. شعب أفغانستان الشقيق مثالاً.. لم يكتفوا بأفغانستان المدمرة.. وأرادوا تعميم التجربة في سوريا والعراق وليبيا وعينهم للأسف علي مصر التي هي "محروسة" من الله.. وبعدهم!!
لماذا لا يعود المسجد لدوره الاجتماعي فليس الإسلام مظاهر كإطالة اللحي وقص الشارب بقدر ما هو الأخذ بيد شبابنا في ورش عمل يتدربون فيها علي حرفة مناسبة تدر عليهم دخلاً وتغنيهم عن ذل السؤال!
إن أول الدورات العملية التي يجب أن تتم لشبابنا في المساجد هو تعريفهم بخطورة أفكار ياسر برهامي وزملائه السلفيين وما يساهمون به في تخريج أفواج من المتطرفين التي هم وقود الحرب التي تشن علينا..
وحسنا فعلت وزارة الداخلية التي أعلنت أنها ستفتح تحقيقاً حول معاهد اعداد الدعاة التي تبين إنها مفرخ لتخريج المتطرفين جنبا إلي جنب مع مساجد الدعوة السلفية.
بدلاً من التركيز علي أفكار قطب وزملائه لتركز مساجدنا علي إنه ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده.. وأن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده.. صدق رسول الله..