الأخبار
محمد السيد عيد
نقيب الزبالين
السيد شحاتة المقدس نقيب الزبالين رجل انفعالي، وحين ينفعل يقول كلاماً غير مسئول، ويهدد بأشياء غريبة تجعلنا نطلب منه أن يصمت بدلاً من هذه التصريحات. بدأت مشكلة السيد النقيب بمجرد إنشاء إحدي الجمعيات لعدة أكشاك في مصر الجديدة لشراء القمامة من المواطنين، ورأت محافظة القاهرة تشجيع التجربة لعلها تسهم في نظافة العاصمة، لكن ما إن أعلن عن بدء المشروع حتي ثار نقيب الزبالين وراح يطلق كلماته غير المسؤولة. قال مثلاً في مكالمة هاتفية لأحد البرامج التلفزيونية » سنلجأ إلي الكنيسة »‬، ولا أدري ماعلاقة الكنيسة بمشكلة القمامة ؟ وماذا سيفعل الزبالون المسلمون إذا لجأ الزبالون المسيحيون للكنيسة ؟ هل يلجأون إلي الأزهر ؟ وهل نريد أن تكون الكنيسة والأزهر بديلين عن الحكومة ؟ هل هذه هي دولة المواطنة التي نتحدث عنها ليل نهار ؟ ياسيد شحاتة، المفروض أننا دولة مدنية، والضغط علي الحكومة له أساليب محددة، مثل المظاهرات، والإضرابات، والاعتصامات، أما اللجوء للكنيسة فلم نسمع به في علاقة الزبالين بحكومات بلادهم في أي مكان في العالم.
ولم يكتف حضرة النقيب بهذا التصريح، بل قال في تصريح آخر إن بريطانيا عرضت عليه اللجوء السياسي، وإنها ستعطيه فيللا في حالة لجوئه إليها، لكنه رفض اللجوء. وكأنه يمن علينا لأنه رفض الاستجابة للإغراءات البريطانية. وهذا في رأيي أسلوب ظاهره الوطنية وباطنه التهديد، معناه إما أن تستجيبوا لما أقوله أو أن ألجأ لبريطانيا وأصوركم بصورة البلد الطائفي الذي يضطهد المسيحيين.وكان من الأفضل لنقيب الزبالين أن يفكر في كلامه قبل أن ينطق به.
في محادثة تلفزيونية ثالثة قال السيد النقيب المحترم للمذيع المعروف »‬ حلال عليكم الزبالة، وهنروح تل أبيب، وكتر الظلم يولد الانفجار »‬ ماشاء الله، حضرة النقيب لم يجد غير تل أبيب ليهددنا بالذهاب إليها ! وعن أي ظلم تتحدث ياسيادة النقيب ؟ تعال نتكلم بصراحة، ألستم جزءا من منظومة النظافة المتردية الحالية، التي لانري منها نظافة ولا يحزنون ؟ إن النباشين التابعين لنقابتك المحترمة هم سبب مشكلة القذارة التي تعاني منها شوارعنا، لأن كلا منهم يمر علي الصناديق الموجودة في الشوارع، فيقوم بنبشها لاستخراج الورق أو الكرتون أو زجاجات البلاستيك أو غير ذلك، ونتيجة النبش المتكرر في الشوارع تتحول المدن إلي مزابل كبري. شوارعنا ياحضرة النقيب كانت نظيفة حين كان الزبالون يجمعون الزبالة من الشقق، ويفرزونها في المقالب، أما منذ أن صار إلقاء الزبالة في صناديق بالشوارع، وراح النباشون يفرزون بجوار الصناديق فقد انقلب الحال.
وربما لايعلم بعض المواطنين أن الزبالين يقومون بتصدير الكثير من المخلفات الصلبة إلي الصين بمبالغ طائلة، لكن السيد النقيب يتناسي هذا، ويريد أن تخلو الساحة له ولأتباعه. ياسيادة النقيب، إننا لانحسدكم علي ماتحققونه من ثروات، لكن من حقنا أن نبحث عن حلول لمشكلة النظافة في بلادنا.
إن مشروع شراء الزبالة حتي الآن مجرد فكرة تحت التجريب، في نطاق جغرافي محدود، ومن المحتمل أن تفشل الفكرة عند التطبيق الفعلي، لأن المواطن عليه أن يحول بيته إلي مكان لجمع الفضلات الصلبة ليتمكن من بيعها بالكيلو، فالكانز مثلاً يحتاج لأن يجمع المواطن مالا يقل عن عشرين علبة لتزن كيلو، وتجميع هذا العدد يحتاج لوقت، وكذلك البلاستيك وغيره، فهل بيوتنا مهيأة لجمع هذه الأشياء لتصل لحجم يسمح ببيعها ؟
الحل في رأيي أن يصمت نقيب الزبالين تماماً عن الكلام الانفعالي والتصريحات غير المسؤولة، وأن يعود الزبالون لجمع الزبالة من الشقق، ووقتها سيحصلون علي مايريدون دون منافس. وأن يقوموا بإنشاء منافذ شراء الزبالة إذا كانوا يرونها عملية مربحة، وأن يتنهي نبش الزبالة في الشوارع تماماً، ولا يسمح به خارج المقالب المعتمدة. أما التهديد والتلويح بالكنيسة وباللجوء لبريطانيا وتل أبيب فلا يصح ولايليق
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف