الأهرام
دعاء قرنى
الصوم الإلكتروني!!
باتت حياتنا اليومية تدور في فلك التقنيات التكنولوجية الحديثة سواء في مجال العمل أو للتواصل مع الأخرين علي مختلف مواقع التواصل الإجتماعي أو الحصول علي إجابات عن أشياء بعينها بالبحث علي جوجل وغيره ..بالاضافة إلي وسائل الترفيه الإلكتروني كالألعاب والأغاني والأفلام.. وإنجذب الصغار والكبار لهذا العالم الإفتراضي وتخلوا عن العالم الواقعي شيئاً فشيئاً !!
منذ سنوات رأي بعض مستخدمي الإنترنت أن هذا الأمر تحول إلي نوع من الإدمان عند كثير من الناس كالذين لا يغمضون أعينهم إلا بعد مراجعة المواقع الإلكترونية وأصبحت الأجهزة الالكترونية ترافق بعض الناس كظلهم .. لذلك قرروا التوصل إلي طريقة للتخلص من سيطرة الوسائل التكنولوجية بكافة أشكالها التي تحولت إلي نوع من الإدمان وشبهوها بالكحوليات والمخدرات حيث أنها تلتهم الوقت وتعمل علي التفرق الإجتماعي وليس العكس !!

وتوصلوا إلي أن الابتعاد عن إستخدام الأجهزة الإلكترونية بما فيها التليفون المحمول لفترة تتراوح ما بين إسبوع إلي شهر كنوع من الحرمان وخاصة للصغار الذين يعانون حالياً من مشاكل إجتماعية وصحية بسبب الإنترنت سيساعد الشخص المدمن للإنترنت إستعادة شخصيته من جديد .. فعلي سبيل المثال قرر الصحفي الألماني "كريستوف كوخ " من برلين خوض هذه التجربة حين توقفت خدمة الإنترنت في منزله فجأة ولاحظ أنه بدأ يعاني من أعراض "الحرمان" التي تظهر علي مدمنى المخدرات ففي اليومين الأولين عانى من الصداع والعصبية والملل لأن الإنترنت كان يمثل جزءاً أساسيا من روتينه اليومي فإمتنع عن إستخدام الإنترنت حتي إنه لم يتابع بريده الإلكتروني وأكتشف حينئذ أن الإمتناع عن الإنترنت لبعض الوقت له فوائد كثيرة منها زيادة الحضور الذهني والتركيز وتقوية الذاكرة والانتباه إلي جانب قلة الإرهاق والتعب بسبب صعوبات الحياة اليومية.

وإذا كان المسلمين دعاهم رسولهم الكريم للصوم عن الأكل لصحة أبدانهم في حديثه الشريف "صوموا .. تصحوا " .. والمسيحيين أيضاً دعاهم الإنجيل للصوم عن الأكل بشكل مختلف .. فلابد أن حكمة الله في عملية الصوم أنها تبعد الضرر عن الإنسان وتقيه من الأمراض المتعددة وتعيد للجسم حيويته ونشاطه وهذا ما أكده العلماء .. فلماذا لا نساعد أنفسنا وأولادنا وأصدقاؤنا لخوض هذه التجربة لعلنا نستطيع معالجة ما أفسدته مواقع التواصل الإجتماعي في علاقاتنا بالآخرين !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف