الوفد
وجدى زين الدين
حكاوى .. وحيد رأفت.. وقصة لها تاريخ
أتعجب كثير العجب من الذين ينكرون الدور العظيم والرائع الذى قام به المرحوم الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس الوفد، فى قضية استرداد طابا، وألمنى كثيراً ألا يذكر الدكتور مفيد شهاب دور هذا الرجل العظيم فى قضية استرداد هذه البقعة المباركة من أرض مصر.
والمعروف أن الدكتور مفيد شهاب يعلم جيداً هذا الدور الكبير الذى قام به المرحوم وحيد رأفت، وكيف قاد الفريق المصرى فى هذا الشأن.. لكن صدمنى الدكتور شهاب عندما تجاهل فى حوار تليفزيونى الأسبوع الماضى دور وحيد رأفت العظيم في مفاوضات طابا حتى عادت إلى أحضان الوطن.
والأمانة تقتضى أن نعطى للراحل الكريم وحيد رأفت حقه كاملاً وإبراز دوره العظيم فى هذا الشأن... فإذا كان الرجل قد رحل الى رحاب الله، فإن التاريخ سيظل يذكر له مواقفه الوطنية الخالدة ويسجلها له بأحرف من نور.. وهناك قصة لابد للأجيال الجديدة أن تعرفها بشأن دور وحيد رأفت فى مفاوضات طابا وكيف بدأت وكيف انتهت.. الذى أعلمه أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك طلب من الدكتور مفيد شهاب أن يكون رسولاً له عند الدكتور وحيد رأفت ويسأله بشأن حل أزمة طابا.. هل تكون مثلاً بالتراضى والتوافق، وعاد مفيد شهاب حاملاً إجابة الدكتور وحيد رأفت إنما تكون بحكم قضائى بات ونهائى، ووافق الرئيس مبارك على إقتراح وحيد رأفت، وطلب منه أن يكون على رأس فريق المفاوضين والمحكمين فى هذه القضية، وقبل أن يوافق الدكتور وحيد رأفت طلب الإذن من الزعيم الراحل فؤاد باشا سر اج الدين رئيس الوفد، وعقد الباشا اجتماعاً طارئاً للهيئة العليا للوفد التى وافقت بإجماع الآراء على طلب إسناد مهمة التفاوض والتحكيم للدكتور وحيد رأفت، وبدأ الراحل الكريم يخوض معركة وطنية مع الجانب الإسرائيلى حتى انتهت بعودة طابا إلى مصر فى 19 مارس 1989، بعد معركة دبلوماسية شرسة حينها أصدرت هيئة التحكيم حكمها التاريخى فى جلسة علنية فى جنيف بحضور وكيلى الحكومتين المصرية والإسرائيلية وأعضاء هيئة الدفاع لكل من الجانبين بإعلان عودة طابا إلى مصر، وانسحب آخر جندى صهيونى من طابا وتم رفع العلم المصرى عليها.
هذا هو وحيد رأفت الذى يتعمد كثيرون نسيانه فى كل ذكرى تمر على تحرير طابا، والأخطر أنه يتم تجاهل الدور الكبير الذى لعبه بصفته رجلا وطنيا من طراز رفيع، فهل يليق ذلك أويرضى به أحد؟!..
ويظل السؤال الحائر الذى يبحث عن إجابة لماذا ننكر على الرجل حقه، فى حين أنه الذى رفض عملية التراضى التى اقترحها مبارك، وأصر على أن تكون بحكم دولى حتى يقطع على إسرائيل أى عذر أو مكر، أو تراجع وأخذ الرئيس مبارك برأيه الذى كان قادراً على تحقيقه.
يرحم الله وحيد رأفت الوطنى الأصيل والوفدى الكبير، والقامة الكبرى، وسحقاً لكل الذين يحاولون أو يسعون لإنكار دوره الرائع فى عودة طابا وتحريرها من أيدى الصهاينة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف