المساء
ايمن عبد الجواد
باختصار.. المتحدثون .. الصامتون !!
في كل بلاد الدنيا هناك موظف مسئول منوط به التحدي للإعلام علي مدار اليوم. اسمه "المتحدث الرسمي".. مهمته أن يشرح ويفسر ويزيل أي لبس في حينه. ولا يفسح المجال للشائعات. خاصة عندما تكون هناك أحداث غير طبيعية.
وعقب ثورة الخامس والعشرين من يناير تم تدارك الأمر باستحداث هذا المنصب في وزاراتنا ومصالحنا الحيوية لمواكبة حالة السيولة الإعلامية وقتئذي. عندما كنا نستمع إلي مائة رأي أو وجهة نظر في القضية الواحدة. وأصبح الفيس بوك مصدراً رئيسياً للأخبار. يفوق الوكالات والمواقع الرسمية.
الهدف كان واضحاً ومحدداً وهو: الرد فوراً علي الشائعات وتصحيح الأخبار المغلوطة في حينه قبل أن تتحول إلي أزمة أو فتنة. وما أكثر الأزمات والفتن في تلك الأيام. وتحول مكتب المتحدث الرسمي إلي مركز لإدارة الأزمة. مثلما يحدث في الدول الأخري التي سبقتنا في هذا المضمار.
بمرور الوقت بدأ يتقلص هذا الدور حتي تلاشي تقريباً باستثناء ثلاث جهات مازال المتحدث الرسمي فيها اسماً علي مسمي وهي: الرئاسة. والحكومة. والجيش.. بينما لم نعد نسمع صوتاً للمتحدثين الرسميين بالوزارات والهيئات الأخري.
الأمر لم يشغل بال عموم الناس الذين لا يثقون أصلاً في البيانات الرسمية. وبالتالي فهم لا يشعرون بحضور أو غياب المتحدث الرسمي. لكن الأمر يكون مختلفاً عندما تقع أزمة. حيث تتعلق العيون بأبواب المسئولين انتظاراً لرسالة طمأنة. خاصة عندما تتحدث الشائعات عن عدوي أو مؤامرة تستهدف أبناءنا مثلما حدث مؤخراً.
المتحدث الرسمي بوزارة الصحة علي سبيل المثال تعرض لاختبارين. أو أزمتين. خلال الأيام الماضية. ولم يكن علي قدر الحدث. وهذه عبارة مهذبة جداً لتوصيف أداء الوزارة. سواء في مواكبة تداعيات حالات التسمم التي انتشرت بين تلاميذ المدارس في عدد من المحافظات. أو في واقعة الميكروب الغامض. الذي أصاب عدداً من سكان شبرا. وانتقل إلي أحياء أخري.
التباطؤ في الحديث إلي الناس أو الغياب عن المشهد أدي إلي حدوث ارتباك وقلق في كل أنحاء المحروسة. خاصة مع إشارة بعض الصحف والمواقع إلي أن الميكروب قادم من إسرائيل. وهذا سبب كافي لبث الرعب وتزايد الحديث عن مؤامرة تستهدف أبناء الوطن.
والسؤال: أين ذهب المتحدثون الرسميون وفي حدود علمنا أنه لم يتم إلغاء المنصب؟!.. وهل وجودهم بات من باب الوجاهة؟!.. وهل يوجد في عقود تكليفهم بنود العقاب؟!.. أو بمعني أدق: هل يعد التلكؤ والتباطؤ في أداء مهمتهم نوعاً من الإهمال يستدعي المساءلة. لاسيما إذا كان الموضوع يتعلق بقضايا جماهيرية تصيب جموع المواطنين بالقلق والحيرة؟!.. أم أن الأمور تسير علي هوي صاحب القرار الذي بيده الثواب والعقاب؟!!
الأسئلة موجهة لمن يهمه الأمر..
** تغريدة:
الآن.. هل تأكدت أوروبا أن الإرهاب بلا دين أو وطن. وأنهم في قلب المعركة مثلنا تماماً؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف