الملاحظ أننا كمجتمع أصبحنا نعاني من انفصام في الشخصية، ولا نعرف أصلاً ماذا نريد، وللاسف تأهت بوصلتنا الاخلاقية، ولم نعد نري أن الخطأ بالفعل هو خطأ يستلزم العقاب ولا حتي الصواب واختلط الحابل بالنابل.
اذا أردت أن اذكر لك أمثلة فقد أحتاج إلي صفحات، وهو في الأول والآخر أمر يتصدي له علماء الاجتماع ليشخصوا الخلل الذي اعتري شخصية المصريين في السنين الأخيرة، ولكني سوف أضرب لك مثالين .. الأول مدرس رأي أن قصة شعر أحد طلابه لا تتناسب مع روح المدرسة فأنذره بضرورة تغيير »القصة» التي انزلق إليها للأسف أغلب الشباب والتلاميذ كالقطيع مقلدين أبناء الغرب علي اعتبار أنها موضة، ولكن التلميذ لم يحترم قرار مدرسة فكان قرره بحلق شعره.. زميل لهذا المدرس المنضبط الذي لديه ضمير انعدم من هذا الزمن صور الأمر ووضعه علي »السوشيال ميديا» لكي ينتقم من زميله المدرس، وقامت الدنيا علي اعتبار أن هذا اعتداء علي حق التلميذ.. أي حق هذا!
أليس من حق المدرس والمدرسة أن يكون لهم ملاحـظات انضباطية علي ملابس وهيئة التلاميذ؟ نفس الأمر عندما يقوم التلاميذ بتنظيف حوش المدرسة، وجمع القمامة منه يتم تصويره، ووضعه علي »السوشيال ميديا» بل ويعاقب الناظر أو مدير المدرسة الذي سمح بهذه الجريمة.. أتشرف أنني كنت أنظف حوش مدرستي وكنت أزرع الورود في الاحواض، وأسقيه وأقلم الاشجار وفي اليابان يعتزون بذلك.. وأتذكر أن والدي جاءه استدعاء ولي أمر لأنني رددت علي الناظر لأنني استخدمت كلمة »سوقية» في موضوع تعبير.
ما بالنا استمرأنا انعدام الاخلاق .. واصبح المتمسك بالاخلاق هو الشاذ الذي يعاقب؟