الوفد
عباس الطرابيلى
المقاطعة.. سلاح أهملناه!!
في مواجهة ارتفاع سعر الدولار.. وجشع التجار.. وثبات الأجور والمرتبات.. ليس أمامنا إلا سلاح تخفيض استهلاكنا، من كل شيء.. ما نأكل ونشرب.. وما نلبس أو حتي نركب من مواصلات.. ولكن كيف؟!
إذا كان البعض يري صعوبة المقاطعة.. فليس أقل من ترشيد الاستهلاك.. يعني بديلاً لأسلوب الشراء بالكيلو.. لماذا لا نشتري بالجرام.. وأيضا بعدد حبات البرتقال أو أصابع الموز والتفاح بالواحدة!! وبدلاً من شراء الفراخ بالجوز.. لماذا لا تحدد الأسرة: كم ورك تحتاج. أو كام شريحة من الصدر.. أو كام كتف!! وليس أمامنا إلا أسلوب ترشيد الاستهلاك بما يساوي فروق الأسعار.. حتي لا تحس الأسرة بانخفاض دخلها الشديد.. وميزة هذا الأسلوب هى استعادة الرشاقة.. واختفاء الكروش.. وترهل البطن.. وسلامة القلوب التي تعاني من تصلب الشرايين، بسبب الدهون التي تسد الشرايين!!
<< وإذا كان سهلاً استخدام المقاطعة أسلوب لمواجهة الغلاء والجشع.. فلا أقل من ترشيد الاستهلاك. وزمان كان سهلاً- مثلاً- مقاطعة الجزارين إذا غالوا في أسعار اللحوم، باللجوء إلي الدواجن.. أو الأسماك.. فإن ذلك بات صعباً لأن الغلاء طال كل شيء.. ولم تعد الدواجن ولا حتي الأسماك بديلاً يلجأ إليه المستهلك.
وحتى تنجح الاسرة فى مواجهة الغلاء لابد ان يتعادل أسلوب ترشيد الاستهلاك مع زيادة الأسعار.. حتي لا يتدمر دخل الأسر بشدة. حتي في الخبز.. وهنا نتعجب من عدم تقبل بعضنا لأسلوب تقسيم الرغيف إلي أربعة أجزاء قبل الأكل.. حتي لا تضطر الأم إلي إلقاء البواقي في صفيحة الزبالة.. وحتي رغيف الفينو.. يمكن تقسيمه.. والباقي بعد الأكل يمكن تحميصه وتحويله إلي بقسماط ولا تقولوا لنا.. «هي جت علي الرغيف» لأننا هنا يجب أن نعرف أن القرش جنب القرش.. يعمل الكثير!!
<< واعترف أننا نعتمد كثيراً علي الحكومة.. ونسينا أن الدور الأكبر يقع علينا نحن كل المستهلكين.. وأتعجب أكثر من ضعف اعتمادنا علي جمعيات حماية المستهلك.. بينما- هي- في الخارج يخشاها كل التجار.. لأن الناس هناك تستجيب لنداءات هذه الجمعيات، سواء بمقاطعة تاجر جشع.. أو الحد من شراء سلع معينة.. بل كثير من هذه الجمعيات تنشر إعلانات وبيانات أو قوائم سوداء بأسماء الجشعين.. أو السوبر ماركتات التي تبالغ في أسعارها.. تعرض سلعاً اقترب موعد نهاية صلاحياتها لأن المنتجين يحصلون عليها بتخفيضات هائلة.. للتخلص منها!! واللافت للنظر أن المستهلكين يستجيبون بسرعة لكل توجيهات هذه الجمعيات..
<< وإذا كانت الحكومة- بجلالة قدرها- تخشي من استخدام أسلوب التسعيرة الجبرية خضوعاً لمافيا التجار والمستوردين.. فلا أقل من أن تنشر هذه الجمعيات- وأسبوعياً- قائمة بأسعار استرشادية.. والأهم هنا هو تنفيذ المستهلكين لهذه الأسعار.. مهما كانت التبعات ويكفي أن نقول هنا ان رفض وزير التموين السابق أسلوب التسعيرة الجبرية كان من أسباب رفضه شعبياً.. ثم سقوطه بالتالي ولم يعمر إلا فترة محدودة.. ولكن هل يخضع الوزير الحالي لضغوط مافيا التجار والمستوردين؟!
<< هل يقبل الشعب هذا التحدي.. أقصد الغلاء الذي طال كل شيء، حتي ما ليس للدولار دخل في أسعاره.. مثل المكوجي..وحزمة البصل والجرجير.. وإياكم وقبول فكرة الدعم النقدي، سواء في رغيف الخبز.. أو حتي الوجبة الغذائية المدرسية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف