اشرف مفيد
كلام مفيد .. إعلام الدولة .. أم دولة الإعلام ؟!
فجأة ودون سابق إنذار ارتبك المشهد الإعلامى المصرى وتحولت ساحة الإعلام « مسموع ومقروء ومرئى» إلى ما يشبه السيرك المتهالك الذى اختلط فيه الجمهور باللاعبين فلم يعد أحد يعرف رأسه من رجليه.
والمؤسف حقاً أن حالة الارتباك هذه لم تأت من فراغ وإنما هو نتيجة طبيعية لكثرة الأيدى التى «تلعب» فى الخفاء .. خاصة فى ظل مباريات استعراض القوة التى يشهدها الاعلام بين عدة جهات ربما لايكون من بين اختصاصها أصلاً اللعب فى هذه المنطقة، ولكن كما نعلم أننا عقب ثورتين غيرتا وجه الحياة بالكامل أصبح كل شىء مباحا وكأننا نعمل بالمثل القائل إن «الحظ لما يواتى يخلّى الأعمى ساعاتى» نعم هناك حالة من استعراض القوة وفرض النفوذ يشهدها الوسط الاعلامى لدرجة أن المواطن العادى أصبح يعرف الآن وبكل وضوح أن هذا الكيان الإعلامى أو ذاك ما هو الا أداة تتبع جهات تحركها من الخلف على الرغم من وجود رجال أعمال فى صدارة المشهد كواجهة على الورق فقط هم أشبه بخيال المآتة الذى لاحول له ولا قوة . نعم لقد تحولت وسائل الإعلام - للأسف الشديد - الى صوت واحد وفكر واحد وتوجه واحد يصب فى نهاية الأمر فى نفس الاتجاه وهنا مكمن الخطورة على الدولة لأنها ببساطة شديدة هى التى سوف تدفع فاتورة هذا الخلل فى المنظومة الإعلامية بالكامل على المدى البعيد. والمشكلة الحقيقية هنا أن «الكتالوج» الذى كان يوضح الحدود بين الأجهزة ويحدد الحقوق والواجبات قد تغير تماما،ً ولم يعد أحد يعرف من الذى يستحق أن يمسك بالريموت كنترول ويغير التوجهات الإعلامية وينقلنا من منطقة إلى أخرى ليس هذا وحسب، بل إن الصورة ضاعت ملامحها وأصبحت ضبابية لدرجة أننا لم نعد نعرف الفرق بين إعلام الدولة .. ودولة الإعلام .