الأهرام
ابراهيم سنجاب
وبعدين .. قطر أم الدنيا !
(قطر أم الدنيا).. كم تدفع الأسرة الحاكمة فى قطر لتقرأ هذه العبارة أو تسمعها؟ وهل تكفى أموالها ثمنا لشراء أحداث جرت فى صفحة واحدة من كتب كوصف مصر أو عبقرية مصر أو موسوعة مصر القديمة وغيرها من ملايين العناوين التى تراكمت عبر الزمان.
لم يكن للجزيرة الصغيرة أن يكون لها صوت لولا انتماؤها لمنظمة إقليمية مثل جامعة الدول العربية، ومثلها آلاف الجزر فى العالم أثرياء بلا ضجيج. ولم يكن لحاكمها أن يجلس بين زعماء العالم لولا أن نظام الأمم المتحدة لم يضع شروطا للعضوية كمساحة الدولة أو عدد سكانها أو جملة سنوات وجودها أو مقدار ما قدمته للبشرية مثلا. يستطيع حكام جزيرة قطر أن يشتروا ويبيعوا المنافقين والمرتزقة والإرهابيين قدر استطاعتهم سرقة المخطوطات التراثية والأيقونات الأثرية واللوحات الفنية من مصر والشام والعراق واليمن، ولهم أن يحلموا بدور فى حركة التاريخ. ولكن هذا لايلغى حقيقة أنهم سيحتفلون فى عام 2071بالعيد المئوى لإنشاء دولتهم الحالية! ورغم أن هذا لا يقلل من شأن شعب جزيرة قطر إلا أن تصرفات حكومتها الافتراضية فى منطقتها تثير الحسرة والألم فى أى نفس تجرى فى شرايينها دماء عربية. تريد الأسرة الحاكمة فى هذه الجزيرة أن يكون لها وجود ورأى ومشورة وهذا حقها، ولكن أن يكون ذلك على حساب التاريخ والجغرافيا والحضارة الإنسانية ومقدرات الشعوب فهذا هو المستحيل. وبفرض نجاح مؤامرة دبرتها هنا أو شاركت فيها هناك لإسقاط نظام أو خلخلة منظومة فإن هذا لن يتجاوز حقيقة أن الشعوب العريقة تستطيع إنتاج أنظمة جديدة وإعادة البناء ولو بعد حين.

مأساة أسرة قطر الحاكمة أنها تجاوزت العداء مع الحكومات والأنظمة، لتسقط فى بئر الانتقام من الشعوب التى استوعبت مؤامراتهاوأفشلتها، فذهبت بعيدا تحاول بائسة تزييف التاريخ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف